نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 298
الطيبة لفتح باب الاجتهاد الذي يقول به الشيعة ويؤمنون به إيمانهم بالاسلام وشريعته . عندما قرأت كتاب الديمقراطية كتبت لمؤلفه الأستاذ خالد كتابا مطولا ، شرحت فيه أقوال الشيعة على حقيقتها في المسائل التي نقلها عنهم ، ورجوته أن يستدرك ، ويصحح النقل على أساس ما في كتبهم ، كما يستدعيه المنطق السليم ، ولا يعتمد على كتب غيرهم كائنا من كان مؤلفها ، لأن خصوم الشيعة قد نسبوا إليهم الكثير مما لا يعرفون إمعانا في الكيد والتنكيل ، فأجابني بكتاب قال فيه : " أما عن الشيعة فالأمر كما أدركتم فضيلتكم لم أكن معهم على موعد ، ولم أقصد مناقشة تفكيرهم ومناهجهم . بل ضربتهم مثلا لما يمكن أن يعتاق الوحدة السياسية لبلاد الشرق الأوسط المنهوب إذا نحن أصررنا على إغفال الروابط الإنسانية الشاملة ، وتشبثنا بالروابط الدينية وحدها . أما الشيعة بالذات فلهم في نفسي تقدير خاص ، ولا يمكن أن ننسى من أعلامهم أولئك الذين بذلوا جهدا سخيا واعيا في سبيل تحرير الفقه الاسلامي من أغلاله ، وتنقيته من الرواسب والشوائب وأرجو أن نلتقي في يوم قريب " . وكان عزمي أن أقف عنه هذا الحد مكتفيا بكتابي وجوابه غير أن الكثير من علماء الشيعة آلمهم قول الأستاذ خالد ، وحمله بعضهم على غير واقعه ومحمله الصحيح ، وظن الظنون بصاحب الكتاب ، وأنه تحدى شعور الملايين من المسلمين بقصد الشقاق وتفرقة الصفوف ، وبهذا الحافز حاول الرد عليه أكثر من واحد . وفي عقيدتي أن الأستاذ خالد لم يقصد ذم الشيعة من قوله في صفحة 148 " وهم أي الشيعة يخالفون الإسلام في كثير من نصوصه " بدليل ما نقله عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعد هذا الكلام بلا فاصل . قال في صفحة 150 " ترك عمر بن الخطاب النصوص الدينية المقدسة من القرآن والسنة عندما دعته المصلحة لذلك ، فبينما يقسم القرآن للمؤلفة قلوبهم حظا من الزكاة ، ويؤديه الرسول وأبو بكر ، يأتي عمر فيقول : لا نعطي على الإسلام شيئا ، وبينما يجيز الرسول أبو بكر بيع أمهات الأولاد ، يأتي عمر فيحرم بيعهن ، وبينما كان الطلاق الثلاث في مجلس واحد يقع واحدا بحكم السنة والاجماع ، جاء عمر فترك السنة وحطم الإجماع " .
298
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 298