responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 282


كتب السنة وعلماء الشيعة ، إن اطلاع كل فريق على ما عند الآخر من أقوى البواعث على تمهيد السبيل للتقريب بين الإخوة ، من حيث يريدون أو لا يريدون .
وبعد هذا التمهيد الطويل الممل انتقل بالقارئ الصبور المحتسب إلى بعض الأمثلة من اجتهادات الشيعة الإمامية .
شهادة أهل المذاهب والملل .
قال الشهيد الثاني في كتاب المسالك باب الشهادات [1] : " اتفق أصحابنا على أنه لا تقبل شهادة غير الشيعي الاثني عشري ، وإن اتصف بالاسلام ، وفيه نظر ، لأن الشرط في قبول الشهادة أن لا يكون الشاهد فاسقا ، والفسق إنما يتحقق بفعل المعصية ، مع العلم بكونها معصية ، أما مع اعتقاد أنها طاعة ، بل من أهم الطاعات ، فلا يكون عاصيا ، ومن خالف الحق في الاعتقاد لا يعتقد المعصية ، بل يزعم أن اعتقاده من أهم الطاعات ، سواء أكان اعتقاده صادرا عن نظر أم تقليد ، وبهذا لا يكون ظالما ، إنما الظالم من يعاند الحق مع علمه به ، وهذا لا يتحقق في جميع أهل الملل مع قيامهم بمقتضاها بحسب اعتقادهم " .
وهذا القول يتفق مع أصول الشيعة ، حيث يثبتون أحكام الشريعة بحديث من خالفهم في الاعتقاد ، إذا اجتنب الكذب ففي كتاب نهج المقال للبهبهاني ( ص 5 ) وغيره من كتب الرجال " إن مشايخ الإمامية يوثقون المخطئين في الاعتقاد ، كما يوثقون المصيبين من غير فرق ، فيقبلون حديثهم ، ويسمونه الموثق " .
إن هذا الاجتهاد الذي خالف فيه الشهيد الثاني علماء مذهبه أجمعين مع علمه واعترافه بوجود هذا الإجماع لهو خير شاهد على أنه باستطاعة الإنسان أن يتحرر من قيود البيت والمدرسة ، وتقاليد الآباء والأجداد ، وعلى أن سلطان العقل النير



[1] هذا الكتاب مجلدان كبيران جمع أبواب الفقه بكاملها ، وطبع مرات عديدة في إيران بالطبع الحجري ، وهو للشهيد الثاني زين الدين العاملي ، استشهد سنة 966 ه‌ ، وله مؤلفات كثيرة ، يرجع الشيعة إليها ويعتمدون عليها .

282

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست