نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 280
من اجتهادات الإمامية * منذ سنوات ، وأنا أنشر بين حين وحين مقالات رجوت فيها شيوخ المسلمين من سنيين وشيعيين أن لا يحصر كل فريق دراسته الفقهية في مذهب آبائه وأجداده . ولم يكن الباعث لي على تأكيد هذا الرجاء الرغبة في التقريب بين المذاهب الإسلامية فحسب ، وإن كنت من المتطوعين في هذي السبيل ، وإنما غرضي الأول أن يرتكز درس الشريعة الإسلامية على أساس إسلامي صرف ، لا مذهبي ، كي لا تلون الشريعة بلون يخفي جمالها وحقيقتها ، ويجنس بجنسية تقيم الحدود والسدود بين بني الإنسان ، بل بين أبناء الدين الواحد . لقد نشأت المذاهب ، وتعددت بعد الإسلام ونبي الإسلام ، نشأت في ظروف سياسية ، لغاية دنيوية ، تهدف إلى التفريق والشتات ، نشأ الإسلام في ظرفه الطبيعي ، لغاية إنسانية تهدف إلى الإخاء والمساواة ، فالتعصب لفقه مذهب خاص تعصب للسياسة المحترفة التي تمخضت عن ذلك المذهب . إن الشريعة الإسلامية لم تستخرج من الوهم والخيال ، بل لها أصول مقررة لا يختلف عليها مسلمان ، مهما كان مذهبهما ، وإنما الخلاف والجدال بين المذاهب حصل فيما يتفرع عن تلك الأصول ، وما يستخرج منها ، فالعلاقة بين أقوال المذاهب الإسلامية هي العلامة بين الفرعين المنبثقين عن أصل واحد . ونحن إذا أردنا معرفة أن هذا المذهب على حق في أسلوبه واستخراج الحكم من مصدره دون سائر المذاهب ، فعلينا أن نلاحظ جميع الأقوال المتضاربة حول
* نشر في رسالة عدد تشرين الأول سنة 1952
280
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 280