نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 270
من أصول الإمامية * يتساءل البعض : لقد انقطع دابر الساسة الذين فرقوا المسلمين إلى مذاهب ، فكيف بقي هذا الانقسام ، وقد زالت أسبابه ؟ أجل ، إن الانقسام كان في بدئه عرضيا - وما زال - ولكن سر عان ما تحول إلى انقسام جوهري عند الكثير من رجال المذاهب ، فظنوا أن الاختلاف في الفروع والاعتبارات اختلاف في الأصل والجوهر ، وما زال أثر هذا الظن الخاطئ حتى اليوم ، على أن عمل الساسة في كل عصر يرتكز على بث روح العداء التعصب عن طريق الأديان ، وهذا هو السبب لاستمرار الانقسام والشقاق . والغريب أن هذه الحقيقة يقررها الكثير من حملة الأقلام ، ولكنهم يذهلون عنها وعن أنفسهم إذا وقع نظرهم على اختلاف يسير بين فقيهين من مذهبين ، فيجعلونه اختلافا دينيا ، لا نظريا . وأغرب من ذلك أن ينسبوا لأحد المذاهب قولا لم يقل به أحد من اتباع ذلك المذهب ، أو قال به فرد أو أفراد خالفهم فيه أكثر فقهاء المذهب نفسه ، فينسبون إلى أهل السنة أجمعين قولا للأحناف ، أو لفقيه منهم ، وينسبون إلى الشيعة كافة ، بما فيهم الإمامية ، قولا لغلاة الشيعة ، أو لفقيه من الإمامية خالف علماءهم جميعا ، بل قد ينسبون إلى الشيعة قولا لجاهل لا يفهم عن التشيع شيئا . هذا ، والمعروف من مذهب الإمامية القول بفتح بابا الاجتهاد ، ولازم ذلك أن قول مجتهد أو جماعة من المجتهدين ، لا يكون حجة على الآخرين ،
* نشر في رسالة الإسلام العدد الثاني المجلد الخامس 1953
270
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 270