نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 25
" انقسم الناس بعد وفاة النبي أحزابا خمسة : 1 - حزب سعد بن عبادة رئيس الخزرج من الأنصار . 2 - حزب أبي بكر وعمر ، ومعهما جل المهاجرين . 3 - حزب علي ، ومعه بنو هاشم ، وقليل من المهاجرين ، وكثير من الأنصار الذين قالوا : لا نبايع إلا عليا كما جاء في تاريخ الطبري . 4 - حزب عثمان بن عفان من بني أمية ومن لف لفيفهم . 5 - حزب سعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن من بني زهرة . ومال قسم كبير من الأنصار مع حزب أبي بكر وعمر ، فقوي حزبهما ، واضطر عثمان ، وحزب ابن أبي وقاص أن يبايعوا أبا بكر ، وبقي حزب علي هو المعارض الوحيد ، وحاول أبو سفيان أن يستغل الموقف ، ويساوم أبا بكر ، فجاء إلى علي وقال : بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي أما والله لو شئتم يا بني هاشم لأملأنها عليهم خيلا ورجالا ، فناداه علي ارجع يا أبا سفيان ، فوالله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد للإسلام وأهله . ولم سمع أبو بكر تهويش أبي سفيان أسند بعض الوظائف لولده ، فرضي وسكت ، بل دعا للخليفة بالتوفيق والنجاح . واجتمع 12 رجلا من حزب علي ، وتشاوروا بينهم في إنزال أبي بكر عن منبر الرسول ، فقال قائل منهم : استشيروا عليا قبل أن تفعلوا ، ولما استشاروه قال : لو فعلتم لأثرتم حربا ، ولأتى إلي القوم ، وقالوا : بايع ، وإلا قتلناك . لقد شعر حزب علي بالخيبة ، وانتاب رجاله هزة عنيفة ارتعشت منها قلوبهم وأعصابهم ، لصرف الحق عن أهله ، والاستهتار بالدين ، وأقوال سيد المرسلين ، وإذا نهاهم الإمام عن حمل السلاح ، وإعلان العصيان ، ومجابهة الحاكم وجها لوجه فإن هناك سبيلا آخر لمناصرة الحق ، وهو الدعاية له ، والعمل على نشره في جميع الأوساط ، ومختلف الطبقات . وهذا ما حصل بالفعل ، فكانوا - أينما حلوا - يوجهون الناس إلى علي ، ويحدثونهم عن فضائله ، ومكانته عند الله والرسول ، ويؤكدون حقه في الخلافة ، ويركزون دعايتهم هذه على كتاب الله
25
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 25