نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 227
ولو مثلت هذه الرواية ، كما هي ، على مسرح عام لأحدثت ثورة في العقول ، ولفعلت فعل السحر في النفوس ، واتجهت بها إلى الله وعمل الخير ، وكانت أجدى من ألف كتاب وكتاب في المواعظ والأخلاق . ولو أن الذين يهتمون بالأخلاق ومشكلات المجتمع اطلعوا عليها وعلى أمثالها من سيرة الإمام السجاد ، وتنبهوا إلى ما تحويه من الأسس والقوانين لبلغوا الغاية المنشودة من أقصر الطرق وأيسرها . لقد حددت هذه الرواية حب الإنسان لله سبحانه بأنه حب البشرية والحرية ، وإن حبيب الله هو صديق الإنسان الذي لا يعرف التعصب ، ولا العنصرية ، ولا القسوة . وبالتالي ، فإن التراث الذي تركه أهل البيت للإنسانية لا نجده في جامعة ، ولا في كتاب ، ولا عند أمة من الأمم . ونختم الكلام عن الإمام السجاد بما جاء في كتاب " الإمام زيد " للشيخ أبي زهرة أحد كبار شيوخ الأزهر ، فمما قاله في صفحات طوال : " زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما هو الابن الذكر الذي بقي من أولاد الحسين ، فقد قتل أخ له في المعركة الفاجرة التي شنها يزيد وعماله على الإمام الحسين بن الطاهرة فاطمة الزهراء . ولم يحضر المعركة - أي لم يقاتل - لأنه كان مريضا ، وقد كان في الثالثة والعشرين من عمره ، أو يزيد على ذلك ، ولعل الله سبحانه وتعالى أبقاه من هذه السيوف الأئمة ، لتبقي ذرية الحسين الصلبة في عقب علي هذا . ولقد هم عمال يزيد أن يقتلوه ، ولكن الله كف أيديهم عنه . كما حرض بعض الفجار يزيد على قتله ، ونجاه الله . وكان علي بن الحسين دائم الحزن شديد البكاء ، وكان رحيما بالناس ، كثير الجود والسخاء ، فما علم أن على أحد دينا ، وله به مودة إلا أدى عنه دينه . دخل على محمد بن أسامة يعوده فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ قال علي دين . قال الإمام : وكم هو ؟ . قال : خمسة عشر ألف دينار . فقال الإمام : هي علي . وقد قال محمد بن إسحاق : كان ناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من أين يعيشون ، ومن يعطيهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك ، فعرفوا أنه هو
227
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 227