نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 226
الإمام ، فعرفوا أنه كان المعيل . وكان يخرج في الليلة الظلماء ، فيحمل الجراب على ظهره ، وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربما حمل على ظهره الطعام والحطب ، حتى يأتي بابا بابا ، فيقرعه ، ثم يناول من يخرج إليه ، وهو متستر ، ولما وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره ، وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل إلى منازل الفقراء والمساكين . وكان يشتري العبيد ، وما به إليهم حاجة ، وكان يأتي بهم إلى عرفات ، فإذا انتهى من مناسكه أعتقهم ، وأعطاهم الأموال ، وكان إذا ملك عبدا في أول السنة أو في أثنائها أعتقه ليلة الفطر ، وما استخدم خادما أكثر من حول . وتعال معي ، لنقرأ المثال التالي من سيرة الإمام السجاد ، لتعرف بأي الوسائل كان يتقرب إلى الله تعالى ، ويطلب غفرانه ورضوانه ، فلم يكتف بالصوم والصلاة ، والحج والصدقات ، والارشاد إلى الخيرات ، والعفو عمن أساء إليه ، بل تقرب إليه سبحانه بالاحسان إلى المستضعفين ، وإعطاء الحرية للمستعبدين . كان إذا أذنب عبد من عبيده : أو أمة من إمائه ، يكتب اسم المذنب ونوع الذنب ، والوقت الذي حصل فيه ، ولم يعاقب المذنب أو يعاتبه ، حتى إذا انتهى شهر رمضان المبارك جمعهم حوله ، ونشر الكتاب ، وسأل كل واحد منهم عن ذنبه ، فيقر ويعترف ، فإذا انتهى من عملية الحساب وقف في وسطهم ، وقال لهم قولوا معي : يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصى عليك كما أحصيت علينا ، وإن لديه كتابا ينطق بالحق ، كما نطق كتابك هذا ، فاعف واصفح ، كما تحب أن يعفو عنك المليك ويصفح ، واذكر وقوفك بين يدي الله ذليلا ، كما نحن وقوف بين يديك . فينوح الإمام ويبكي ، ثم يعفو عنهم ويقول : اللهم إنك أمرتنا بالعفو عمن ظلمنا ، وقد عفونا كما أمرت ، فاعف عنا ، ثم يقبل على عبيده ، ويقول : أنتم أحرار لوجه الله ، ويناجي ربه قائلا : اللهم إني عفوت عنهم وأعتقت رقابهم كما أمرت ، فاعف عني وأعتق رقبتي من النار ، ويأمر العبيد أن يقولوا : اللهم آمين رب العالمين ، فيرفعون أصواتهم بالابتهال والدعاء لسيدهم المحسن ، ثم يذهبون إلى سبيلهم بعد أن يجيزهم بما يغنيهم عما في أيدي الناس .
226
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 226