نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 225
والتفريع عليها " . وكان إذا رأى الشباب الذين يطلبون العلم ، أدناهم إليه وقال : مرحبا بكم ، أنتم ودائع العلم ، ويوشك إذ أنتم صغار قوم أن تكونوا قوم آخرين . وإذا جاءه طالب علم رحب به ، وقال : أنت وصية رسول الله . إن طالب العلم له يضع رجله على رطب ولا يابس من الأرض إلا سبحت له الأرض إلى السابعة . وبالتالي ، فلم يختلف اثنان على أن لدى السيد السجاد العلوم المحمدية والعلوية ، ولولا ضغط حكام الجور لانتشر عنه من العلوم ما تضيق به الكتب والمؤلفات . عبادته وأخلاقه : كان إذا حضرته الصلاة اقشعر جلده ، واصفر لونه ، وارتعد كالسعفة ، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت تسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده ، لكثرة صلواته ، وكان يجمعها ، ولما مات دفنت معه ، وقد حج على ناقته عشرين حجة لم يضربها بسوط . وكان يحسن إلى من يسئ إليه ، من ذلك أن هشام بن إسماعيل كان أميرا على المدينة ، وكان يتعمد الإساءة إلى الإمام وأهل بيته ، ولما عز له الوليد ، أمر أن يوقف للناس في الطريق العام ، ليقتصوا منه ، وكان لا يخاف أحدا كخوفه من الإمام السجاد ، ولكن الإمام أوصى أهله وأصحابه أن لا يسيئوا إليه ، وذهب إليه بنفسه ، وقال له : لا بأس عليك منا ، وأية حاجة تعرض لك فعلينا قضاؤها . وكان للإمام ابن عم يؤذيه ، وينال منه ، فكان يأتيه ليلا ، ويعطيه الدنانير . فيقول : لكن علي بن الحسين لا يصلني بشئ فلا جزاه الله خيرا ، فيسمع ويغفر . فلما مات انقطعت الدنانير عنه ، فعلم أنه هو الذي كان يصله . وكان يقول لمن يشتمه : إن كنت كما قلت ، فأسأل الله أن يغفر لي ، وإن لم أكن كما قلت فأسأل الله أن يغفر لك . ولما طرد أهل المدينة بني أمية في وقعة الحرة أراد مروان بن الحكم أن يستودع أهله ، فلم يأوهم أحد ، وتنكر الناس له إلا الإمام زين العابدين رحب بهم ، وجعلهم من جملة عياله ، وقد عال الإمام في هذه الوقعة أربعمئة امرأة . كما كان يعول بيوتا كثيرة في المدينة لا يعرفون من أين يأتيهم رزقهم ، حتى مات
225
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 225