نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 206
الصومال ، وبلاد السنغال ، وغيرها من البلاد الإفريقية ، وأكثر هؤلاء من الإسماعيلية المنحرفة ، وليسوا من الاثني عشرية ، ولا من طائفة الإسماعيلية المعتدلة ، كالبهرة الذين يقيمون بالهند وباكستان " [1] وبالتالي ، فإن التشيع قد عم وانتشر في أكثر البلدان الإسلامية ، وكانت لهم الغلبة في الكثرة والعدد على سائر الفرق ، أو ليسوا بأقل من غيرهم ، ثم انحسر التشيع في كثير من الأقاليم بسبب ضغط الحكام ومقاومتهم ، وتعصب إخوانهم ويعدون من الفرق الكبرى ، وقد ظهر ذلك مما تقدم ، مع العلم بأن ما ذكرت من بلدانهم إنما هو الأظهر والأشهر ، أما استيعاب الأقاليم كاملة ، وإحصاء العدد حقيقة فما وحدت إليهما سبيلا ، ولن أجده ، حتى مع الحرص والاجتهاد . وتختم هذا الفصل بتلخيص موجز لما ذكره الشيخ أبو زهرة في آخر كتاب " الإمام الصادق " بعنوان " نمو المذهب الجعفري ومرونته " ، قال : لقد نما هذا المذهب وانتشر لأسباب : 1 - إن باب الاجتهاد مفتوح عند الشيعة ، وهذا يفتح باب الدارسة لكل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ، والنفسية . 2 - كثرة الأقوال في المذهب - أي في المسائل الفقهية النظرية - واتساع الصدر للاختلاف ما دام كل مجتهد يلتزم المنهاج المسنون ، ويطلب الغاية التي يتغياها من يريد محص الشرع الإسلامي خالطا غير مشوب بأية شائبة من هوى . 3 - إن المذهب الجعفري قد انتشر في أقاليم مختلفة الألوان من الصين إلى بحر الظلمات ، حيث أوروبا وما حولها ، وتفريق الأقاليم التي تتباين عاداتهم وتفكيرهم وبيئاتهم الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية . إن هذا يجعل المذهب كالنهر الجاري في الأرضين المختلفة الألوان ، يحمل في سيرة ألوانها وأشكالها من غير أن تتغير في الجملة عذوبته .
[1] زارني اليوم 6 / 4 / 64 رجلان من كينيا أحدهما اسمه أصغر علي محمد جعفر ، والثاني اسمه حسين حبيب ، وقال لي الأول ، وهو يتقن العربية : إن في كينيا ودار السلام وأوغندا عشرين الف نسمة من الجعفريين ، وأنهم يقلدون في أمور دينهم المرجع في النجف الأشرف ، ويعملون برسالته ، وإن لهم لجنة تجمعهم وتعمل على بث التعاليم الجعفرية واسمها لجنة الاتحاد القومية الوطنية ، ومقرها آروشيا في طنجنيقا .
206
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 206