responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 207


4 - كثرة علماء المذهب الذين يتصدون للبحث والدراسة وعلاج المشاكل المختلفة ، وقد آتي الله ذلك المذهب من هؤلاء العلماء عددا وفيرا عكفوا على دراسته ، وعلاج المشاكل على مقتضاه .
هذه حقيقة نطق بها الشيخ أبو زهرة ، وفي الكتاب أمثلة كثيرة لعلمه وإنصافه ، كما أن فيه موارد للنقد والنظر . أشرت إلى بعضها فيما تقدم من هذا الكتاب ، وفي كتاب المجالس الحسينية ، وإني لأعترف له وللشيخ شلتوت رئيس الأزهر والشيخ المدني عميد كلية الفقه بمزايا حميدة على كثير من شيوخ الأزهر ، أمثال الحفناوي صاحب كتاب " أبو سفيان " ومحب الدين الخطيب منفذ " الخطوط العريضة " وغيره من الذين كفروا الشيعة ، إطلاقا ، وتحدثوا عنهم بروح الدس والعداء ، حتى جعلونا نغض الطرف عن كل خطيئة إلا التكفير والخروج عن دين الإسلام .
إن موقف الخطيب من الشيعة ، ومن إليه لا يمت إلى العلم والدين بسبب ، أما موقف الشيخ أبي زهرة فهو موقف مذهبي يشوبه - كما هو المعتاد - شئ من التعصب الذي يباعد بين الأخوين ، إلا أنه لا يبلغ مرحلة التكفير ، والحمد لله .
هذا ، إلى أن الشيخ أبا زهرة لم يرض في كتابه جماعة من السنة ، كما أنه لم يرض الكثير من الشيعة .
في سنة 1961 اجتمعت بالشيخ أبي زهرة في دمشق ، حيث اشتركنا معا في مهرجان الغزالي ، فقال لي فيما قال : حين ألفت كتاب " الإمام الصادق " كنت على علم اليقين بأنه سيغضب السنة والشيعة معا ، لأني لم أقل ما يريد أولئك ، ولا كل ما يريد هؤلاء .
فقلت له : نحن نرحب بكل نقد من أية جهة أتى ، على شريطة أن يكون بدافع الاخلاص ، متحررا من رواسب الماضي ومخلفاته . ولا أخفي القارئ أني شعرت بالتقدير لشخصه ، رغم أني لا أوافقه على كثير من آرائه ، وكنت - قبل أن نلتقي - انتقدته في بعض مؤلفاته ، ورددت عليه بمقال مطول مفصل ، وكان حين يقدمني لمعارفه يقول : هذا الذي رد علي وانتقدني .
وبالختام يكفي أن نتذكر ما كتبته الأقلام المأجورة عن الشيعة والتشيع لنكبر ونقدر الشيخ أبا زهرة في كتابه " الإمام الصادق " .

207

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست