نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 200
تاريخ الشيعة ، ولما نقله السيد الأمين عن مجالس المؤمنين ، وللدكتور فيليب حتى في كتابه " لبنان في التاريخ " ، قال الأمين في الجزء الأول من الأعيان : " جاء في مجالس المؤمنين أن تجلي أنوار الرحمة الإلهية شامل لأهل جبل عامل ، ونور المحبة من نواحي إيمانهم ظاهر ، ولا توجد قرية من قراه لم يخرج منها جماعة من الفقهاء والفضلاء الإمامية ، وجميع أهله من الخوص والعوام ، والوضيع والرفيع يجدون في تعليم وتعلم المسائل الاعتقادية ، والأحكام الفرعية على طبق مذهب الإمامية ، وفي التقوى والمروءة والفقر والقناعة ، ويقتدون بطريقة مولاهم المرضية ، ومع تسلط الغير عليهم لهم همة في نشر مذهبهم " . أما الشيخ المظفر فقد خص العامليين بعديد من الصفحات نقتطف منها ما يلي : " جد العامليون في تحصيل علم أهل البيت ( ع ) ، حتى بالهجرة إلى إيران والعراق ، فتخرج منهم علماء استفاد الشيعة بمؤلفاتهم إلى اليوم ، وطبقوا البلاد شهرة وصيتا . وقال الشيخ الحر صاحب أمل الآمل : " سمعت من بعض مشائخنا أنه اجتمع في جنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعون مجتهدا في عصر الشهيد الثاني وما قاربه . وهذا في ذاك العصر ، أما بعده ، حتى اليوم فقد أنجبت جبل عامل أفاضل وعلماء يعسر استقصاؤهم ، ويوجد فيهم اليوم مراجع للتقليد ، وفيهم من له الميزة في الدفاع عن مذهب آل محمد ( ص ) " . وقال الدكتور حتى في " لبنان في التاريخ " ص 498 طبعة 1959 [1] : " إن حجبا كثيفة تحجب عنا حياة الشيعة في لبنان ، ولكن من وراء هذه الحجب تبرز أمامنا ناحية مشرقة ، لها مغزاها البعيد [2] وتدل على أن هذه الجالية لم تقطع أسباب العلم ، بل احتفظت به على صعيد عال عند منصرم القرن السادس عشر ، عندما جعل الشاه إسماعيل مؤسس الدولة الصفوية في إيران دين الدولة الرسمي المذهب الشيعي ، وجد أنه من العسير أن يوفر للناس أئمة يعلمونهم حقيقة المعتقد ، ويرسخون مبادئه في نفوسهم . ووجد أيضا أن الكتب غير متوافرة ، فعمد إلى ملء الفراغ باستحضار علماء الشيعة من لبنان - أي من جبل
[1] طبع الكتاب بالانكليزية ، وترجم إلى العربية . [2] المغزى البعيد هو الذي تساءلنا عنه فيما تقدم .
200
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 200