نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 181
مع دوابهم وحمولتهم ، وكانوا يأوون فيها دون أي مقابل ، ومعلوم أن هذه الخانات كانت ضرورية لمواصلة السير والتنقل ، ولولاها لاستحال على المسافرين أن يقطعوا المسافات النائية . وما زالت آثار هذه الخانات قائمة ، حتى اليوم . ومنها : عنايته بالرياضيين المعروفين في إيران " بالبهلوان " فقد خصص لهم جناحا خاصا في قصره ، واعتبرهم من رجال بلاطه . ومنها : تشييده المساجد والمدارس الفخمة على أحدث طراز . ومنها : تكريمه العلماء والفقهاء بشتى أنواع التكريم والتعظيم ، حتى كثرت في عهده المؤلفات في الفقه والحديث والأصول والأخلاق ، وغيرها . قال السيد محسن الأمين في الجزء الثاني من " معادن الجواهر " : " كان سوق العلم في عصره بأصفهان في رواج عظيم ، وكان يصدر عن رأي المحقق السيد الداماد ، والشيخ بهاء الدين العاملي في خطير الأمور وحقيرها ، وألف البهائي كثيرا من الكتب باسمه ، كالجامع العباسي وغيره " . إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة ، وهذا ، وكان يرفض التفخيم والتعظيم ، ويأبى أن يطلق عليه الألقاب ، وأن يدعى بغير وكيل الرعية ، لأن هذا هو واقع كل حاكم ، ومن حاد عن مفهوم الوكالة وحدودها فهو طاغية مستبد . وكان شديد الاتصال بأناس مهتما بمعرفة أحوالهم ، وما هم عليه من بؤس أو نعيم ، وكان يلبس كل ليلة لباس الدراويش ويتنقل في الشوارع يتنسم الأخبار ، ويتفقد الفقراء والمعوزين ، وكان يفعل ذلك في حروبه أيضا ، ومن طريف ما حدث له أنه دخل ذات ليلة إلى جيش الأتراك حين تجمع على حدود إيران ، متنكرا بغير زيه هو وبعض أعوانه ، ولما رآهم بعض الضباط دعوهم إلى تناول الطعام ، فلبى الشاه الدعوة ، وأكل مظهرا الغبطة والسرور ، ثم دعا أولئك الضباط إلى زيارة معسكر الإيرانيين ، ومناولة الطعام ، فقالوا : نتمنى ذلك من صميم الفؤاد ، عسى أن يقع نظرنا على الشاه الذي اشتهر هذه الشهرة الكبرى ، وهو بعد في مقتبل العمر ، وجاء الضباط مع صاحب الدعوة إلى معسكر الإيرانيين ، وما أن دخلوا المعسكر ، حتى عرفوا الحقيقة ، فأكرمهم الشاه وأولم لهم الولائم ، ثم أعادهم إلى أماكنهم ، فعظمت مكانته في نفوسهم ، وظلوا يتحدثون عنه
181
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 181