نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 182
بالكبار والاجلال [1] . الشاه عباس والتشيع : أشرنا فيما تقدم إلى عناية الشاه بعلماء المذهب ، وصدوره عن رأيهم ، وكثرة تآليفهم في عهده ، وكان مع كثرة حروبه ومغازيه لا يقعده شئ عن إحياء الشعائر المذهبية ، وله آثار باقية ، حتى اليوم في مشاهد الأئمة بالعراق وإيران ، وهو الذي بنى الحضرة العلوية في النجف وصحنها بهندسة الشيخ البهائي ، وحجره بالكاشي على الهيئة التي هي عليها اليوم ، وقد أودع في خزانة أمير المؤمنين وحفيده الرضا التحف الثمينة ، ومن آثاره النهر المعروف في النجف بنهر الشاه ، وقد حفره سنة 1032 ه بعد أن فتح بغداد ، كما أن من آثاره في النجف آبارا واسعة كثيرة ، وهي تسمى اليوم " الشاه عباسات " [2] . ولد الشاه عباس سنة 979 ، واستقل بالملك سنة 996 ، وتوفي سنة 1038 . وتولى الملك بعده أولاده وأحفاده ، وليس فيهم من يستأهل الذكر سوى حفيده الشاه عباس الثاني بن الشاه صفي ، قال صاحب " تاريخ إيران " : إنه أظهر سياسة واقتدارا ، وإنه عقد صلحا مع الأتراك ، فلم تحدث الحروب في أيامه ، كما نمت المتاجر وتقدمت العلوم والصنائع ، ورتعت البلاد في بحبوحة الأمن والراحة " . وقال السيد الأمين في " معادن الجواهر " : " كان عارفا بتدبير شؤون الملك مكرما العلماء ، وقد أمر المولى خليل القزويني بشرح كتاب الكافي للكليني بالفارسية ، والمولى محمد تقي المجلسي بشرح كتاب من لا يحضره الفقيه ، وأحضر المولى محسن الكاشي ، وألزمه بإقامة الجمعة والجماعة ، واقتدى به " . واستمر ملك الصفوية من سنة 905 ه إلى سنة 1148 ، وهي السنة التي جلس فيها نادر شاه أفشار على أريكة السلطنة . ومن علماء الدور الصفوي المحقق الكركي ، والسيد الداماد ، والشيخ حسين
[1] كتاب " تاريخ إيران " لمكاريوس ص 153 طبعة 1898 . [2] معادن الجواهر للسيد الأمين ج 2 وتاريخ الشيعة للشيخ المظفر .
182
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 182