نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 179
الشاه عباس : استتب له الأمر سنة 996 ه ، وكان معروفا بأصالة الرأي ، وقوة العزم ، وحسن التدبير ، والعدل في الرعية ، وكانت البلاد الإيرانية حين تولى الملك مجزأة الأطراف ، موزعة بين الأتراك والتركمان بسوء إدارة أسلافه ، فاسترجعها ووحدها تحت سلطانه ، وأنشأ لأول مرة في تاريخ إيران ، أو الصفويين العلاقات السياسية والعلمية والعسكرية بين إيران ، ودول أوروبا ، كفرنسا ، وانكلترا ، وإيطاليا . وما أن أخضع الثائرين والخارجين عليه ، حتى حشد الأتراك على الحدود الإيرانية مائة ألف جندي ، فصدهم الشاه عباس ، وأرجعهم خاسرين ، وقد تبين له من حربه مع الأتراك أن الجيش الإيراني ينقصه التدريب والنظام ، فاستقدم الخبراء الأجانب ، فنظموا له الجيش على الطرق الحربية الحديثة يومذاك ، ولما اطمأن إلى جيشه زحف به على بقية الأقطار التي انتزعها الأتراك من الإمبراطورية الإيرانية ، واستردها قطرا بعد قطر ، حتى استرجع أذربيجان وشطوط بحر قزوين وبلاد الجراكسة والعراق والموصل وديار بكر وكردستان وما يليها ، وكانت جيوشه - ( بعد أن دربت تدريبا حديثا - تتغلب على جيش العدو الذي كان يبلغ - أحيانا - ضعفي عدد عساكره . وقد اتخذ أصفهان قاعدة ملكه ، ونظم أحوالها ، وأحسن تدبيرها ، وكانت العاصمة قبله مدينة تبريز ، ثم قزوين . الشاه عباس والعمران : لا نعرف سلطانا كان يملك عقلا عمرانيا ، ويفكر ويعمل ليل نهار لراحة الرعية ورفاهيتها أكثر من الشاه عباس ، لقد وهب هذا الشاه نفسه وخزينته ، وكل ما يملك لصلاح الشعب وإصلاحه ، وجعل العمل للخير العام هدفه الأول ومثله الأعلى ، وآثاره القائمة إلى اليوم أصدق الشواهد . إن وجود ملك في عصر الظلمات تتسم جميع أعماله بطابع الإنسانية والمصلحة العامة لهو من خوارق العادات ، ولنشرع الآن في تقديم الأمثلة :
179
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 179