نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 178
والنجف [1] . وتدلنا هذه الحوادث ، وما إليها أن الدولة الإيرانية ، والدولة التركية كانتا أقوى دول الشرق على الإطلاق ، وأن غيرهما من الدول والإمارات كانت تتذبذب بين الإمبراطوريتين ، فتارة تؤثر طاعة هذه ، وأخرى تلك ، حسب الظروف والمناسبات . الشاه طهماسب والتشيع : وترسم الشاه طهماسب خطى أبيه الشاه إسماعيل في تأييد المذهب ، وقد بالغ في إكرام العلماء وأهل الدين ، حتى جعل أمر المملكة بيد عالم العصر المحقق الثاني الشيخ علي عبد العال ، وقال له فيما قال : أنت أولى مني بالملك ، لأنك نائب الإمام حقا ، وأنا عامل منفذ ، وكتب إلى جميع الولاة ، وأرباب المناصب بإطاعة الشيخ ، والعمل بأوامره وتعاليمه ، فكان الشيخ يطبق الشرع الشريف ، ويقيم الحدود ، كما عين الأئمة للصلاة ، والمدرسين في المدارس ، والوعاظ لبث المذهب ونشره . ومن آثار الشاه طهماسب ترميم الحائر الحسيني ، وإصلاحه ، وتوسيع الصحن ، وتجديد المنارة المعروفة بمنارة العبد . ولد هذا الشاه سنة 919 ه ، وملك سنة 930 ، ومات سنة 984 ، وكانت مدة ملكه 54 سنة . وكان له أولاد كثر ، تنازعوا الملك بعده ، وتغلب أحدهم على أخوته ، وهو إسماعيل الثاني ، وبقي في الحكم سنة واحدة وبضعة أشهر ، وقام بعده أخوه محمد خدابنده ، وكان أعمى ، ضعيف الرأي ، وقد اضطرب أمر المملكة على عهده ، وقامت ثورات وفتن ، وانشق عليه ولده عباس ، واستقل بالحكم .
[1] عن كتاب تحفة العالم إن السلطان التركي حين توجه إلى النجف الأشرف ، ورأى القبة العلوية من مسافة أربعة فراسخ ترجل عن فرسه ، ولما سئل عن السبب قال : اهتزت أعضائي لمرأى القبة ، فقيل له : إنك لا تستطيع المشي ، فتفأل بالقرآن الكريم ، فخرجت هذه الآية : " فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى " ، فاضطر إلى السير على الأقدام .
178
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 178