نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 17
فأعينوني ، وإذا زغت قوموني " . وأجاب الشيعة عن ذلك بأن وظيفة الإمام أن يقوم المعوج من رعيته ، فإذا قومته الرعية انعكست الآية ، وأصبح محكوما ، والرعية هي الحاكمة ، قال الشاعر الشيعي [1] : وقالوا رسول الله ما اختار بعده * إماما ولكنا لأنفسنا اخترنا أقمنا إماما إن أقام على الهدى * أطعنا وإن ضل الهداية قومنا فقلنا إذن أنتم إمام إمامكم * بحمد من الرحمن تهتم وما تهنا ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا * لنا يوم خم ما اعتدينا ولا حلنا يسخر الشاعر من قولهم : إنهم يطيعون الإمام إن استقام ، ويقومونه إن اعوج ، ويرد عليهم بأنهم أصبحوا هم الإمام ، وهو المأموم . أصل التشيع : من الذي جاء بالتشيع ، وحمل الناس عليه ؟ وهل يرجع إلى أصل من أصول الإسلام ، ومصدر من مصادره كآية من كتاب الله ، أو رواية من السنة النبوية ؟ وقد أجاب الشيعة عن ذلك إجابة حاسمة وواضحة ، وأثبتوا بالأرقام من أقوال أهل السنة ، وكتبهم الصحاح أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع ، وأوجدها ، ودعا إلى حب علي وولائه ، وأول من أطلق لفظ الشيعة على أتباعه ومريديه ، ولولاه لم يكن للشيعة والتشيع عين ولا أثر . قال العلامة الحلي في كتاب " نهج الحق " : ذكر الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، والثعالبي في تفسيره أنه لما نزلت الآية 214 من سورة الشعراء : " وأنذر عشيرتك الأقربين " جمع النبي من أهل بيته ثلاثين ، فأكلوا ، وشربوا ، ثم قال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون خليفتي ، ومعي في الجنة ؟ قال علي : أنا . فقال له : أنت . ونقل الشيخ محمد حسن المظفر في كتاب دلائل الصدق ج 2 ص 233 عن كتاب كنز العمال ج 6 ص 397 أن النبي قال لعشيرته : قد جئتكم بخير الدنيا
[1] دلائل الصدق ج 2 ص 25 طبعة سنة 1953 ، وهذا الشاعر هو سفيان بن مصعب العبدي ، قال السيد محسن الأمين : كان من أصحاب الإمام جعفر الصادق ، وتوفي في حدود سنة 120 ه ( أعيان الشيعة ، القسم الثاني من الجزء الأول ص 166 طبعة سنة 1960 ) .
17
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 17