نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 169
وخلافات بين أبي تغلب وأخيه حمدان ، وكان خلاف أبناء ناصر الدولة ، وقيام بعضهم ضد بعض مدعاة لأن يتقدم عضد الدولة البويهي إلى الموصل ، ويطرد أبا تغلب منها ، ويستولي عليها بعد أن دامت في أيدي الحمدانيين من سنة 293 إلى سنة 367 التي استولى فيها عضد الدولة عليها ، وكان الحمدانيون يجلون بعض الوقت عن الموصل خلال هذه المدة ثم يعودون إليها . سيف الدولة : كانت حلب كالريشة في مهب الريح تخضع تارة للخليفة العباسي في بغداد ، وتارة للأخشيديين في مصر ودمشق ، وهي إلى ذلك على حدود البيزنطيين ، وكان سيف الدولة قد طلب من أخيه ناصر الدولة ولاية ، فقال له : دونك الشام فلا أحد يمنعك عنها ، وجهزه بألف فارس ، فسار إلى حلب ، ودخلها سنة 333 بدون مقاومة ، ثم سار إلى دمشق وانتزعها من الأخشيديين ، ونشبت بينهما حروب كان النصر فيها أولا حليف سيف الدولة ، وأقام بدمشق مدة وجبى خراجها ، ثم استردها الأخشيديون منه ، وأخيرا تم الصلح بينهما ، وتزوج سيف الدولة فاطمة بنت الأخشيد ، وتقرر أن تكون حلب وحمص وإنطاكية لسيف الدولة ، ودمشق وما وراءها ، حتى مصر للأخشيديين . " وكانت علائق الأخشيديين كصلات الحمدانيين اسمية مع خلفاء بغداد ، واشتهر الأخشيديون ، وهم عجم ، بشحهم ، واشتهر الحمدانيون العرب في مغالاتهم بالكرم ، وكان الأخشيديون من أهل السنة ، والحمدانيون من الشيعة ، ولذلك كثر التشيع في شمال الشام على عهدهم [1] " . وقضى سيف الدولة حياته في حروب داخلية وخارجية ، فقبل أن يفتح حلب حارب البريدي في واسط ، وانتزعها منه ، وفي سنة 326 ، غزا أرض الروم ، فاستقبلوه بمائتي ألف فارس ، فأعمل فيهم السيف وهزمهم ، وأسر سبعين بطريقا ، وسنة 328 كان انتصاره على الروم أعظم ، حيث خرج غازيا مدينة فاليقا ، وكان الروم قد بنوا حذاءها مدينة أسموها هفجيج ، فلما علموا