نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 170
بمسيره خربوا المدينة وهربوا ، وظل سيف الدولة يتقدم في بلاد الروم - قبل فتحه حلب - حتى وطأ مواطئ لم يصل إليها أحد من المسلمين [1] . وبعد أن فتح حلب ، واستقر له الأمر كانت لا تمر سنة دون غزوة أو أكثر ، قال كرد علي في الجزء الأول من خطط الشام : " غزا سيف الدولة الروم أربعين غزوة ، له وعليه ، وقد حفظ بغزواته بيضة العرب والإسلام ، ولولاه لتقدم الروم في بلاد الشام ، وربما استصفوها كلها بعد أن ضعف العباسيون . وكان قد جمع من نفض الغبار الذي يجتمع عليه في غزواته شيئا ، وعلمه لبنة بقدر الكف ، وأوصى أن يوضع خده عليه في لحده ، فنفذت وصيته " . وأما الفتن الداخلية التي واجهها أيام ملكه في حلب فهي ثورة بني كلاب سنة 343 وبني عقيل ، وبني قشير ، وبني العجلان ، ثم الفتنة التي قام بها رشيق النسيمي في أنطاكية سنة 354 ، وفتنة مروان العقيلي بحمص ، وفي سنة 355 ثار دزبر الديلمي بأنطاكية . وهكذا كان سيف الدولة يغزو بلاد الروم ، ثم يعود إلى مقره وعاصمته ليقضي على الفتن الداخلية . وتوفي سيف الدولة سنة 358 ، وقام بعده ابنه أبو المعالي الملقب بسعد الدولة ، ومات سنة 381 ، وتولى بعده ابنه أبو الفضائل الملقب بسعيد الدولة ، ومات سنة 392 ، وبموته انتهت إمارة الحمدانيين التي استمرت على الموصل وحلب ، وما يتبعهما من سنة 293 إلى سنة 392 . عظمة سيف الدولة : تحدث الناس قديما وحديثا عن عظمة سيف الدولة ، وتغنى بها الشعراء ، وأشاد بها المؤرخون والأدباء في الشرق والغرب ، ووضعوا في آثاره وأعماله الكتب والمجلدات ، وخير ما قرأت في هذا الباب كتاب " سيف الدولة وعصر الحمدانيين " لسامي الكيالي ، وقدم له إسماعيل أحمد أدهم ، اقتطف من كلامهما القطعة التالية : " سيف الدولة أحد أبطال التاريخ ، وصاحب شخصية حافلة بالحياة والنشاط ،