نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 168
من مرة ، وسجنوا مرات ، وتولوا كثيرا من المناصب الكبرى في داخل بغداد وخارجها ، فحمدان نفسه كان أميرا في قلعة ماردين ، وابنه الحسين تولى ديار ربيعة ، ثم قم وقاشان ، واحتل مصر بعد انتصاره على الطوليين ، وأخوه العلاء تولى الموصل ، ثم تولاها بعده أخوه أبو الهيجاء والد ناصر الدولة وسيف الدولة ، وبقي واليا عليها إلى أن قتل سنة 317 ، وترك عليها ابنه ناصر الدولة . وكانت الدولة العباسية في هذا الوقت تعاني النزع والانحلال بظهور سلطان المتغلبين في أطراف المملكة والثغور ، فقامت في فارس دولة بني بويه ، وفي مصر وسورية دولة الأخشيديين ، وفي إفريقيا دولة الفاطميين ، وفي إسبانيا دولة الأمويين ، واستقل بنو سامان في خراسان ، والقرامطة بالبحرين ، وأعلن البريدي حكمه على البصرة وواسط ، وزحف إلى بغداد ، يحدث هذا كله ، والحمدانيون ينتظرون الفرصة ، ويعدون أنفسهم لما هو أهم من الولاية والإمارة ، مع أن الحكم في الموصل لهم وحدهم ، ولا شئ للخليفة سوى الاسم . ولم تمض الأيام ، حتى يهرب الخليفة المتقي من بغداد خوفا من البريديين ، ويلتجئ إلى ناصر الدولة في الموصل ، فألف ناصر الدولة جيشا كبيرا ، وزحف به على بغداد ، ومعه الخليفة وأخوه سيف الدولة ، ولم يقترب الجيش من العاصمة ، حتى نزح عنها البريدي إلى واسط ، فتبعه سيف الدولة ، وانتزعها منه ، ولما استقرت الحال بالخليفة جعل ناصر الدولة أمير الأمراء ، وأخذ ناصر في مزاولة سلطته الجديدة في بغداد ، فبدأ بالعمارة ، وحال دون عبث التجار والصيارفة ، وضرب دنانير جديدة ، وهدد بإنزال العقاب على كل من لم يقلع عن الربا والغش ، إلا أن إمرة الأمراء لم تطل مدتها في الحمدانيين لاضطراب الأمور في بغداد ، فترك ناصر الدولة هذه الإمرة ، وعاد إلى الموصل ليبسط سلطانه عليها ، وعلى الديار المجاورة ، وعاد سيف الدولة ، ليفتح حلب ، ويوطد بها ملكه . وظل ناصر الدولة يحكم الموصل بيد من حديد في حين يوطد أخوه سيف الدولة ملكه في حلب ، ويغزو بلاد الروم إلى سنة 356 ، وهي السنة التي مات فيها سيف الدولة ، فقبض أبو تغلب على أبيه الأمير ، واعتقله [1] ودارت حروب
[1] توفي ناصر الدولة سنة 358 كما في الجزء ال 22 من أعيان الشيعة .
168
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 168