نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 161
وصيا عليه ، وذلك سنة 549 ومات الفائز سنة 555 ، وهو ابن عشر سنين أو نحوها ، وقام بعده العاضد لدين الله ، وكان ابن 11 سنة ، وخلعه صلاح الدين الأيوبي سنة 567 ، وخطب للخليفة العباسي ببغداد ، وبالعاضد زالت الدولة الفاطمية التي استمرت من سنة 296 إلى سنة 567 ، وقد استعمل الأيوبي سياسة الإفناء والاستئصال مع الفاطميين . الفاطميون والحضارة : بلغت الحضارة في عهد الفاطميين أقصى الغايات ، فبنوا المدن ، وأقاموا المساجد ، وأنشأوا دور الكتب والجامعات ، واتسعت في أيامهم التجارة ، وتحسنت الزراعة ، وانتشرت الآداب ، وفنون الحكمة وأنواع العلوم . قال الأستاذ عنان في " الحاكم بأمر الله " إن العصر الفاطمي من أسطع عصور مصر الإسلامية ، إن لم يكن أسطعها جميعا . وقال المستشرق " سيديو " في تاريخ العرب العام ص 244 طبعة 1948 : أخذ العرب يلقون أسطع الأنوار من القاهرة لا من بغداد ، حيث ازدهرت التجارة والصناعة والزراعة والآداب والفنون والعلوم في عهد الفاطميين بمصر ، كما ازدهرت في عهد خلفاء بني العباس الأولين ، وكانت عاصمة الفاطميين تنافس أجمل مدن آسيا ، وسلك ابن يونس المصري سبيل فلكيي العراق ، فكان له مرصد ، ولم يقصر الفاطميون في صنع ما ينسى الناس به بغداد . ولم يلبثوا أن صار لهم مثل دخل هارون الرشيد تقريبا . وقال المستشرق " بروكلمان " في " تاريخ الشعوب الإسلامية " ص 108 ج 2 طبعة 954 : إن آثار الفاطميين العظيمة مثل جامع الحاكم والجامع الأزهر الذي لا يزال مزدهرا إلى يومنا هذا كأعظم المؤسسات المدرسية في الإسلام لتشهد للهمم العالية التي ابتدعتها . وقال السيد مير علي في " مختصر تاريخ العرب " ص 510 طبعة 1938 : كان الفاطميون في أول عهدهم كالبطالسة الأولين يشجعون العلم ويكرمون العلماء ، فشيدوا الكليات والمكاتب العامة ودار الحكمة ، وحملوا إليها مجموعات
161
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 161