responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 157


وفحموا عن خطابه " [1] .
وقتل الحاكم سنة 411 ، وتولى بعده الخلافة ابنه أبو هاشم الملقب بالظاهر ، واختلف في سبب قتله ، فمن قائل : إن أخته ست الملك دبرت اغتياله ، ومن قائل : إنه خرج في بعض الليالي كعادته راكبا حمارا ، ولم يعد . ويعتقد الدروز أن الحاكم اختفى ، وأنه سيعود إذا زالت المفاسد المنتشرة في العالم ، فهو الإمام المنتظر عند هذه الطائفة . ( تاريخ الدولة الفاطمية لحسن إبراهيم حسن ص 168 طبعة ثانية ) .
وبالتالي ، فقد كان عصر الحاكم مليئا بالأعمال والمآثر الجليلة فقد جدد الأزهر ، وأجرى عليه وعلى دار الحكمة الأوقاف الجزيلة ، وأنشأ جامعا في القاهرة ، وآخر بالإسكندرية ، وأحصى المساجد ، ورتب للمؤذنين والأئمة الأرزاق ، وأغدق العطايا والمنح للعلماء والأساتذة .
وفي سنة 404 أعتق كل ما يملك من الرقيق ، وكانوا جمعا غفيرا ، ووهبهم الأموال والأملاك ليعتاشوا بها ، وكان نصير العلم والآداب ، فقد أخرج كل ما في القصر من خزائن الكتب ، ووضعها في متناول العلماء والطلاب ، لينتفعوا بها ، وكان يعقد في قصره مجالس للعلماء يتدارسون ويتناقشون في حضرته ، ويجزل لهم الجوائز والصلات ، ونال العلماء الكبار وأهل الاختصاص لديه حظوة كبيرة ، وألف له أبو الحسن الفلكي معجما ضخما في الفلك يعرف بالزيج الكبير ، كما استدعى المهندس الشهير ابن الهيثم ، لما بلغه من براعته وتفننه ، وعهد إليه بفحص أحوال النيل ، وما يمكن أن يعمل للانتفاع بمائه .
وكان يميل إلى تخفيف الضرائب عن كاهل الشعب ، وعدد الأسعار ، وضرب كثيرا من الباعة ، وشهر بهم لمخالفتهم التعريفة الرسمية ، وأصلح المكاييل والموازين وضبطها ، وأجمع المؤرخون على تقشفه وزهده في المظاهر العامة في حياته ، واحتقاره للرسوم والألقاب والمواكب الفخمة التي امتاز بها الخلفاء



[1] وأكثر أهل التاريخ يصورون الحاكم كشخصية عجيبة مدهشة ، تغرق في المتناقضات ، فهو فوضوي ومنظم ، وكريم وبخيل ، وشجاع وجبان ، وعاقل ومجنون ، وسفاك للدماء ورحيم ، ومحلل للحرام ، ومحرم للحلال ، وصاعد ونازل ومشرق ومغرب . كل ذلك وما إليه يعرض له في لحظات وثوان ، انظر الجزء الرابع من النجوم الزاهرة لأبي المحاسن ، والحاكم بأمر الله لعنان .

157

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست