نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 156
وقسم الدكتور حسن إبراهيم في كتاب " تاريخ الدولة الفاطمية " أدوار خلافة الحاكم إلى أربعة : 1 - من سنة 386 إلى سنة 390 ، وكان في هذه المدة لا يملك من أمر السلطان شيئا لصغره . 2 - من سنة 390 إلى سنة 395 ، وفيها كان للحاكم على حداثة سنه سلطة كبيرة ، أظهر فيها تعصبا شديدا للمذهب الفاطمي . 3 - من سنة 396 إلى سنة 401 ، وفي هذه المدة ، ترك سياسة التعصب ، وتبع سياسة التسامح مع جميع الطوائف . 4 - من سنة 401 إلى سنة 411 ، ظهرت سياسته في هذه الفترة بمظهر القلق والتذبذب ، ورغم ذلك ، فقد ساعدت سياسته على إقرار الأمن ، وقضت على الفوضى التي كانت سائدة في أوائل عهده ، وأنشأ الحاكم دار الحكمة التي كان يشتغل بها كثير من القراء والفقهاء والمنجمين والنحاة واللغويين ، وألحق بها مكتبة ، أطلق عليها اسم دار العلم ، حوت كثيرا من أمهات الكتب ونفائسها . وقال عنان في كتاب " الحاكم بأمر الله " ص 103 طبعة ثانية : " كان الحاكم بأمر الله حاكما حقيقيا ، يقبض على السلطة بيديه القويتين ، ويشرف بنفسه على مصاير هذه الدولة العظيمة ، ويبدي في تدبير شؤونها نشاطا مدهشا ، فيباشر الأمور في معظم الأحيان بنفسه ، ويتولى النظر والتدبير مع وزرائه ، وهكذا كان الأمير اليافع يؤثر العمل المضني على مجالي اللهو واللعب التي يغمر تيارها من كان في سنه ، وفي مركزه وظروفه . وقد لزم الحاكم هذا النشاط المضني طوال حياته ، وكان ذا بنية قوية متينة ، مبسوط الجسم ، مهيب الطلعة ، له عينان كبيرتان سوداوان ، تمازجهما زرقة ، ونظرات حادة مروعة ، كنظرات الأسد ، لا يستطيع الإنسان صبرا عليها ، وله صوت قوي مرعب ، يحمل الروع إلى سامعيه ، ويقول الإنطاكي : ولقد كان جماعة يقصدونه لأمور تضطرهم إلى ذلك ، فإذا أشرف عليهم سقطوا وجلا منه ،
156
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 156