نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 155
الفاطميين في الشام تحالفوا مع باسيل الثاني إمبراطور قسطنطينية ، ولما زحف الجيش الفاطمي إلى حلب أمدهم باسيل بالجيوش ونشبت معركة بين الجيشين هزم فيها البيزنطيون ، وأسر قائدهم ، وعندها سار باسيل بنفسه في جيش تقدره الرواة بمائة ألف ، لزم الفاطميون خطة الدفاع . وفي عهد العزيز اشتدت حركة الإنشاء والتعمير ، فأنشئت وجددت في أيامه صروح ومنشآت عديدة ، منها قصر الذهب بالقاهرة ، وجامع القرافة ، وجامع القاهرة الذي أتمه ولده الحاكم ، وبستان سردوس ، وقصور عين شمس ، ودار الصناعة ، وقنطرة الخليج . ( الحاكم بأمر الله لعنان ) . وعني العزيز كأبيه المعز بنشر المذهب الشيعي ، وحتم على القضاة أن يصدروا أحكامهم وفق هذا المذهب ، كما قصر المناصب الهامة على الشيعيين ، وأصبح لزاما على الموظفين السنيين الذين تقلدوا بعض المناصب الصغيرة أن يسيروا طبقا لأحكام المذهب الإسماعيلي [1] . وكان العزيز جوادا ومدبرا ، فقد أذن لصاحب بيت المال أن يقدم القروض للموظفين الصغار من مال العزيز الخاص على أن لا يطالب من عجز عن الوفاء ولا يعاقب من يستطيع الوفاء ولا يفعل . وفي عهده اتسع نطاق الدعوة الفاطمية اتساعا عظيما ، ودعي للخليفة الفاطمي في الموصل واليمن . وانكمشت الدعوة العباسية في حدود ضيقة ، وتضاءل سلطانها الروحي ، كما تضاءل سلطانها السياسي . توفي العزيز سنة 386 ، وخلفه ولده أبو علي منصور ، ولقب الحاكم بأمر الله . الحاكم بأمر الله : حين بويع الحاكم بالخلافة كان له من العمر 11 سنة ، فتولى الوصاية عليه مربيه وأستاذه برجوان الخادم ، وبعد أن أتم الخامسة عشرة من عمره استقل بالحكم ، وقتل برجوان ، لأنه كان يضايقه ويسئ معاملته حين الوصاية عليه .
[1] مصر في عصر الدولة الفاطمية لسرور نقلا عن اتعاظ الحنفاء للمقريزي ص 197 .
155
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 155