نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 154
سبطي الرسول " كما أمر أن يؤذن في جميع المساجد بحي على خير العمل ، واستمرت شعائر التشيع ، والتدريس في الأزهر على المذهب الشيعي ، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي ، فقضى على الخلافة الفاطمية ، ومذهب التشيع ، وكل ما يمت إليه بصلة ، وقد ذكرنا ذلك في كتاب " الشيعة والحاكمون " . توجه المعز إلى مصر : : ولما أيقن المعز أن دعائم ملكه توطدت في مصر والشام سار إليها من إفريقيا بأهله وأمواله في ركب هائل ، فوصل الإسكندرية سنة 362 ، فخف أكابر المصريين إلى لقائه وتحيته ، وانتقل منها إلى القاهرة عاصمته الجديدة ، واستقرت الخلافة الفاطمية بمصر ، وامتد سلطانها من أواسط المغرب إلى شمال الشام ، ولكن لم يمض إلا القليل حتى زحف القرامطة إلى الشام ، وانتزعوها من يد نائب الخليفة الفاطمي ، ثم توجهوا إلى مصر بقيادة زعيمهم الحسن الأصم ، والتقت جيوش المعز بالغزاة على مقربة من بلبيس في أواخر سنة 363 ، وأوقعت بهم هزيمة فادحة . ومات المعز سنة 365 بيد أنه لم يغادر هذه الحياة ، حتى كانت الخلافة الفاطمية تبسط سلطانها وإمامتها على المغرب ومصر والشام ، حتى حلب والحرمين . وقال ابن الأثير : " كان المعز عالما فاضلا ، جوادا شجاعا ، جاريا على منهاج أبيه من حسن السيرة ، وإنصاف الرعية " . ( الحاكم بأمر الله لمحمد عبد الله عنان ص 79 طبعة ثانية ) . وخلف المعز ولده أبو منصور نزار الملقب بالعزيز بالله . العزيز بالله : وفي أوائل عهد العزيز استولى القرامطة على الشام ، وزحفوا على مصر مرة أخرى ، فسار إليهم العزيز بنفسه ، وقاتلهم قتالا شديدا ، وهزمهم . وعني العزيز عناية خاصة بالشام وشؤونها ، واختار لولايتها غلامه بنجوتكين التركي ، وبعد أن نظم أمورها أمره بالمسير إلى حلب ، فسار إليها ، وأميرها يومئذ أبو الفضل بن حمدان حفيد سيف الدولة ، وكان بنو حمدان حينما رأوا توغل
154
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 154