نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 152
المملكة ، وانحاز بعض الزعماء إلى عبد الرحمن الناصر الأموي بالأندلس ، وثار على القائم خارجي يدعى أبا يزيد عرف بعدائه للإسماعيلية ، وقد اجتمعت عليه سائر الخوارج ، وقويت به شوكته ، وأخذ عليهم البيعة لنفسه على قتال الإسماعيلية ، واستباحة الغنائم والسبي . وحاصر أبو يزيد المهدية عاصمة الخلافة ، وعظم البلاء على أهلها ، حتى أكلوا الدواب والميتة ، وخرج أهلها مهاجرين إلى مصر وطرابلس وبلاد الروم ، وكان أصحاب أبي يزيد يأخذون من يخرج من المدينة ، ويشقون بطنه طلبا للذهب ، وكانت الغوغاء تتوافد على أبي يزيد من كل ناحية ينهبون ويقتلون ، حتى أفنوا ما كان في أفريقيا [1] ، ولما لم يبق ما ينهب تركوه في قلة استطاع القائم بأمر الله أن يتغلب عليها . مات القائم سنة 333 ، وتولى بعده ولده إسماعيل الملقب بالمنصور . المنصور : وكان المنصور من أهل الشجاعة والفصاحة والتدبير ، فعمل على تقوية جيوشه عدة وعددا ، وطارد الخارجي أبا يزيد الذي أو شك أن يودي بدولة الفاطميين من قبل ، وأوقع الهزيمة بجيشه ، حتى انتهت فتنته بالقبض عليه ، ومات متأثرا بجراحه ، وسائت حال البلاد من جراء هذه الثورة ، وأثرت في موارد الدولة ، فشرع المنصور بالعمل على إنعاش البلاد ، وإعادتها إلى ما كانت عليه ، وأنشأ أسطولا كبيرا ، وأسس مدينة المنصورية ، واتخذها عاصمة لدولته . مات المنصور سنة 341 ، وآلت الخلافة إلى ولده المعز لدين الله . المعز : كان المعز لدين الله مثقفا ، ومولعا بالعلوم والآداب ، كما عرف بحسن التدبير ، وأحكام الأمور ، لذا دانت له قبائل البربر ، وأطاعته على ما بينها من اختلاف ، وقد رأى بعد أن استتب الأمن في ربوع المغرب ، واطمأنت به الحال أن يعد العدة لغزو مصر ، لثروتها وموقعها الجغرافي الذي يمهد السبيل لامتداد النفوذ