نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 151
من التاريخ وتأثيرها في نشر التشيع . عبيد الله المهدي : كان في عهد العباسيين رجل يدعى أبو عبد الله الشيعي ، وكان قد ولي الحسبة في بعض أعمال بغداد ، وكان في أول الأمر يعتنق عقائد الاثني عشرية ، واتصل بمحمد المعروف بالحبيب والد عبيد الله المهدي ، فأقنعه بالعدول عن مذهب الاثني عشرية ، واعتناق الإسماعيلية ، فاعتنقها ، وأخلص لها ، وأصبح من أعظم دعاتها . وذهب أبو عبد الله الشيعي إلى بلاد المغرب يبشر بالإسماعيلية ، ويمهد لخلافة المهدي ، فاتبعه بعض أهلها ، وترأس عليهم رئاسة دينية ، وقرر لهم مذهب الإسماعيلية ، فاتبعوه وتمسكوا به ، ولما اطمأن إلى طاعتهم ألف منهم جيشا ، وثار به على الحاكم ، وهو إبراهيم بن الأغلب ، وانتزع منه الحكم ، وسلمه إلى المهدي لقمة سائغة ، وذلك سنة 296 ه ، وتلقب المهدي بأمير المؤمنين ، ولم يلبث أن دون الدواوين ، وجبى الأموال ، واستقر قدمه بالبلاد . واصطدم المهدي بدولة الأدارسة ، وساهم إلى حد كبير في إزالتها ، كما اصطدم مع الأمويين في الأندلس ، وأزال دولة الأغالبة كلية ، وخضع له المغرب الأقصى ، وتونس ، ودخلت القبائل بكاملها في طاعته ، وبعد أن استقر له الملك ، فتك بأبي عبد الله الشيعي ، لثقة الناس به ، ومكانته بين أهالي المغرب مما أثار حنق المهدي عليه . ورأى المهدي أن يبني حاضرة في مكان متوسط يتخذها حصنا يعتصم به عند الحاجة ، ويوجه منه هجماته إلى الخارجين عليه ، فبنى مدينة أسماها المهدية تقع على بعد ستين ميلا جنوبي القيروان ، يحيط بها البحر من ثلاث جهات ، وبعد أن انتهى من بنائها أنشأ مدينة أخرى بجوارها أسماها زويلة ، نسبة إلى إحدى قبائل بلاد المغرب ، ومات سنة 322 ، وقام بالأمر بعده ابنه أبو القاسم محمد الملقب بالقائم بأمر الله . القائم بأمر الله : وما آلت الخلافة إلى القائم بأمر الله ، حتى اندلعت نار الثورة في أجزاء
151
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 151