نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 150
إجماع . أما الاثنا عشرية فيتركون بعض الآيات التي يشتبه معناها على العقول ، كفواتح السور وما إليها ، يتركونها بدون تأويل ، ولا يؤولون آية أو حديثا إلا بشروط : 1 - أن يتنافى المعنى الظاهر مع ما يقطع به العقل ، أو يقوم الإجماع على خلافه . 2 - أن يحمل اللفظ على معنى صحيح . 3 - أن يتحمل اللفظ المعنى المؤول به ، وبكلمة أن التأويل عند الاثني عشرية لا يعدو صرف اللفظ عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي ، مع وجود القرينة . و " منها " : أن الدعوة الإسماعيلية تغمرها أمواج من السرية والتخفي ، حتى التبست عقيدتها على أكثر الباحثين ، أو الكثير منهم ، أما تعاليم الاثني عشرية فظاهرة لا خفاء فيها ، ولا غموض ، هذا ، إلى أن الإسماعيلية تجاوزوا الحد في التستر واستعمال التقية دون مبرر من العقل أو النقل ، " فكانوا سنيين مع أهل السنة ، وشيعيين مع الشيعة ، ومسيحيين مع المسيحية " [1] . أما الاثنا عشرية فلا يستعملون التقية إلا لضرورة قاهرة ، كالخوف على النفس أو المال أو العرض ، وفصلنا ذلك فيما تقدم . و " منها " : أن الإسماعيلية ينشرون تعاليم عقيدتهم ، ومبادئ مذهبهم على خطوات ، ولهم دعاة يتدرجون في مراتب العقيدة من المعلومات البسيطة ، حتى يصلوا بالمستجيب إلى مبادئ فلسفية عميقة لا يفهمها إلا القليلون [2] . ولا درجات ومراتب عند الاثني عشرية . وقد خلط كثير من الكتاب والمؤرخين بين الإسماعيلية ، والاثني عشرية ، ولم يميزوا بين الفرقتين ، ونسبوا جهلا أو افتراء الكثير من عقائد تلك إلى هذه . ومهما يكن ، فلسنا في شئ من بيان عقائد الإسماعيلية ، وفلسفتهم ، وإنما غرضنا الأول أن نعرف القراء بالدولة الفاطمية ، وخلفائها في المغرب ومصر ، ومكانها
[1] عارف تأمر في مقدمة كتاب " عبقرية الفاطميين " للأعظمي . [2] المصدر السابق نفسه .
150
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 150