نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 146
وابن البيضاوي ، والكرخي ، وامتنع أبو الحسن الماوردي ، ولقب جلال الدولة بملك الملوك ، وقد جرى بين الماوردي وبين الفقهاء الذين أفتوا بالجواز نقاشا وجدالا ، هذا ، وإن الماوردي أخص الناس بجلال الدولة وأقربهم منزلة منه ، ولكنه آثر دينه على هوى الملوك ، ولما أفتى بالتحريم وعدم الجواز انقطع عن جلال الدولة ، ولزم بيته خائفا ، وفي ذات يوم استدعاه جلال الدولة ، فلبى ، وهو موقن بالذبح ، ولما دخل عليه أكرمه وعظمه ، وقال له فيما قال : إني أعلم بأنك ما قلت وما فعلت إلا لمرضاة الله والحق ، وقد بان لي موضعك من الدين ، ومكانك من العلم ، وإنك أعز لدي من الجميع . وهذا شاهد صدق على عدل جلال الدولة وإنصافه ، وتواضعه للحق . ومات جلال الدولة سنة 435 . قال ابن الأثير في حوادث هذه السنة : " كان مولده سنة 383 ، وملكه ببغداد 16 سنة و 11 شهرا . ومن علم سيرته ، وضعفه ، واستيلاء الجند والنواب عليه ، ودوام ملكه إلى هذه الغاية علم أن الله على كل شئ قدير ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزعه ممن يشاء ، وكان يزور الصالحين ، وزار مرة مشهد علي وولده الحسين ( ع ) ، وكان يمشي حافيا قبل أن يصل إلى كل مشهد منهما نحو فرسخ ، يفعل ذلك تدينا " . أبو كاليجار : وتولى بعد جلال الدولة أبو كاليجار بن سلطان الدولة ، ووقعت الحرب بينه وبين طغر لبك السلجوقي ، ثم تم الصلح بينهما ، واستقرت الحال ، وتزوج طغر لبك ابنة أبي كاليجار ، وتزوج ابن أبي كاليجار بابنة أخ طغر لبك . وفي سنة 446 مات أبو كاليجار ، وكان عمره 40 سنة وشهورا ، ودام ملكه على العراق 4 سنوات وشهرين ونيفا وعشرين يوما . الملك الرحيم : وتولى بعد أبي كاليجار ولده أبو نصر الملقب بالملك الرحيم ، ولكن لم تطل أيامه ، فقد دخل طغرلبك بغداد سنة 447 واستولى عليها ، وقبض على الملك الرحيم ، وسجنه في إحدى القلاع ، وانتهى به ملك البويهيين الذي امتد من سنة
146
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 146