responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 143


فارتفعت ، وتحقق الأمن ، وأقام للحجاج السواقي في الطريق ، واحتفر لهم الآبار ، واستفاض الينابيع ، وأدار السور على مدينة الرسول ، وأمر بعمارة منازل بغداد وأسواقها . وابتدأ بالمساجد الجامعة ، وكانت في نهاية الخراب ، وهدم ما كان مستهدما بنيانها وأعادها جديدة قوية ، والزم أرباب العقارات بالعمارة ، فمن قصرت يده أقرضه من بيت المال ( بنك التسليف للإنشاء والتعمير ) . وفي عهده امتلأت الخرابات بالزهر والخضر والعمارة بعد أن كانت مأوى الكلاب ، ومطارح الجيف والأقذار ، وجلبت إليها الغروس من فارس وسائر البلاد .
وكانت الأنهار ببغداد قد دفنت مجاريها ، وعفيت رسومها ، فأمر بحفرها من جديد ، وأقام القناطر والجسور ، وعملت عملا محكما ، وحضر كثيرا من أهل البادية ، فزرعوا وعمروا البرية ، ومع هذا لم تكن العراق مركز الدولة ، بل كان مركزها في فارس ، وبنى سوقا للبزازين ( تجار الأقمشة ) وكان ينقل إلى بلاده ما لا يوجد فيها من الأصناف ، وشيد مارستانا كبيرا ببغداد ، وأمر بإدرار الأرزاق على قوام المساجد والمؤذنين وأئمة الصلاة ، والقراء ، وإقامة الجرايات لمن يأوي إليها من الغرباء والضعفاء ، وتجاوزت صدقاته أهل الإسلام إلى أهل الذمة ، وأذن للوزير في عمارة البيع لليهود ، والأديرة للنصارى ، وإعطاء الأموال لكل محتاج ، وإن لم يكن مسلما .
وكان يتصدق كل جمعة بعشرة آلاف درهم على الضعفاء والأرامل ، ويصرف كل سنة ثلاثة آلاف دينار ثمن أحذية للحفاة من الحجاج ، وعشرين ألف درهم كل شهر لتكفين الموتى ، واستحدث ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء ، ولم يمر بماء جار إلا بنى عنده قرية ، وكان ينفق على أهل مكة والمدينة وطرقهما ومصالحهما مائة ألف دينار كل سنة ، وكان يبذل مالا كثيرا على عمارة المصانع ، وتنقية الآبار ، ويعطي سكان المنازل التي في الطرقات ، ليقدموا العلف لدواب المسافرين .
وكان يحب العلم والعلماء ، ويجري الأرزاق على الفقهاء والمحدثين والمتكلمين ، والمفسرين والنحاة والشعراء ، والنسابين والأطباء ، والحساب والمهندسين ، وأفرد لأهل الاختصاص من العلماء والحكماء موضعا يقرب من مجلسه ، وأنشأ

143

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست