responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 142


رؤوفا بهم ، بعيد الهمة ، يتحرج من الظلم ، ويمنع أصحابه منه ، وقد أثنى المؤرخون على عدله وكرمه .
وقال ابن الأثير : كان ركن الدولة حليما كثير البذل ، بعيد الهمة ، متحرجا من الظلم ، عفيفا عن الدماء يرى حقنها واجبا إلا فيما لا بد منه ، وكان يجري الأرزاق على أهل البيوتات ، ويصونهم عن التبذل ، وكان يقصد المساجد الجامعة ، ويتعهد العلويين بالأموال الكثيرة ، ويتصدق بالأموال الجليلة ، ويلين جانبه للخاص والعام . رضي الله عنه وأرضاه ، وكان له حسن عهد ، ومودة وإقبال ، توفي سنة 366 ه‌ . واستخلف على ممالكه ابنه عضد الدولة .
عضد الدولة :
كان عضد الدولة يمثل السيد الحاكم تمثيلا حقيقيا ، وقد خضعت لسلطانه البلاد الممتدة من الخزر إلى كرمان وعمان ، فلا بدع أن يلقب بشاهنشاه ( ملك الملوك ) لأول مرة في الإسلام ، وقد ظل هذا اللقب لمن جاء بعده من ملوك الفرس .
وكان يعنى بمعرفة الأخبار وسرعة وصولها ، شأن كل من يريد أن يحكم دولة كبيرة حكما صحيحا ، فكان يسأل عن الأخبار الواردة ، فإن تأخرت عن وقتها قامت قيامته ، وكانت الأخبار تصل من شيراز إلى بغداد في سبعة أيام ، أي أنها تقطع في كل يوم ما يزيد على مائة وخمسين كيلو مترا .
وقد أحكم نظام الجاسوسية ، فكان يبحث عن أشراف الملوك ، وينقب عن سرائرهم ، وكانت أخبار الدنيا عنده ، حتى لو تكلم إنسان بمصر وصل إليه الخبر ، وأن رجلا بمصر ذكره بكلمة ، فاحتال ، حتى جاء به ، ووبخه عليها ، ثم رده إلى مكانه ، فكان الناس يحترزون في كلامهم وأفعالهم من نسائهم وغلمانهم .
وقد طهر السبل من اللصوص ، ومحا أثر قطاع الطريق ، وقد دس على اللصوص في إحدى القوافل بغلا يحمل حلوى مسمومة ، فأكلوا منها فهلكوا ، وكانت هذه أعظم مكيدة ، وأعاد النظام إلى صحراء جزيرة العرب ، وصحراء كرمان ، وكانت مخيفة ، وكان سكانها يضعون الضرائب على قوافل الحج ،

142

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست