responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 140


كان سبب ارتفاع علي بن بويه سماحته وشجاعته ، وسعة صدره ، وحسن سياسته ، فمن ذلك أنه استمال الحسين بن محمد الملقب بالعميد . ولاطف قواد مرداويج ، وأفضل عليهم ، حتى أوجبوا طاعته ، وكان ذا فضل يتسامع به الناس ، فيميلون إليه ، فلا عجب إذن أن يسهل عليه الانتصار ، على جيش الخليفة ، حتى استولى على جنوب إيران ، وكان بنو بويه إلى جانب هذا يحسنون معاملة الأسرى ، ويعفون عنهم ، ويؤمنونهم من جميع ما يكرهون ، حتى يطمئنوا إليهم ، على حين كان أعداؤهم يعدون للأسرى قيودا وبرانس ليشهروهم بها ، ولقد ظفر علي بن بويه بأعداء له ، معهم هذه الآلات ، فعدل عن العقاب إلى العفو ، وابتعد عن الطغيان . وهو الذي يرجع إليه الفضل فيما بلغه بيت بني بويه من قوة وعزة .
وقال ابن الأثير في حوادث 322 : حين استولى علي على شيراز نادى في الناس الأمان ، وبث العدل . وقد ساعده الحظ في أمور ، منها أن الجند طلبوا أرزاقهم منه ، ولم يكن عنده ما يعطيهم ، فكاد ينحل أمره ، فقعد في غرفة دار الإمارة بشيراز ، يفكر في أمره ، وأصابه غم شديد ، فبينما هو مستلق على ظهره ، وقد خلا للفكر والتدبير إذ رأى حية ، قد خرجت من موضع في سقف الغرفة ، ودخلت في ثقب ، فخاف أن تسقط عليه ، فدعا الفراشين ، ففتحوا الموضع ، فرأوا وراءه بابا ، فدخلوه إلى غرفة أخرى ، فوجدوا فيها عشرة صناديق مملوءة مالا ومصاغا ، فأنفقه في رجاله ، وثبت ملكه بعد أن أشرف أمره على الانحلال .
وأراد ذات يوم أن يفصل ثيابا ، فدلوه على خياط لياقوت حاكم شيراز الأسبق ، فحضر الخياط خائفا ، وكان أصم ، فقال له عماد الدولة : لا تخف إنما أحضرناك ، لتفصل لنا ثيابا ، فلم يفهم ما قال ، وحلف الخياط بالطلاق ، والبراءة من دين الإسلام أن الصناديق التي أودعها عنده ياقوت ما فتحها ، وما أخذ شيئا منها ، فتعجب عماد الدولة من ذلك ، وأمره بإحضار الصناديق ، فأحضرها ، وكانت ثمانية صناديق ، فيها مال وثياب .
وفي هامش ابن الأثير ج 6 ص 333 طبعة 1353 ه‌ " توفي بشيراز عن سبع وخمسين سنة ، ولم يكن له ولد ذكر ، وكانت مدة ملكه ست عشرة سنة ، وكان من خيار الملوك في زمانه ، وممن حاز قصب السبق دون أقرانه " .

140

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست