نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 132
فأمن الناس على دعائه ، فكثرت الخيرات بالمدينة ، وظهرت البركات . ومن محاسن فاس أنها كثيرة الأشجار ، يشقها نهر نصفين ، وتتشعب منه جداول تجري في الدور والحمامات والشوارع والأسواق ، وفي أكثر بيوتها تتفجر العيون ، وتنبع الينابيع بداخلها ، واتخذت فاس عاصمة الملك ، وكان ابتداء بنائها سنة 193 . الغزو : لما فرغ إدريس من بناء مدينة فاس ، واتخذها دار ملكه اتجه إلى الغزو ، فذهب إلى بلاد المصامدة واستولى عليها ، وأبدى إدريس من البسالة والمهارة ما حير الألباب ، قال بعض من شهد معه الغزوات ، حاربنا الخوارج الصفرية من البربر ، وكانوا ثلاثة أضعافنا ، فلما تقارب الجمعان نزل إدريس ، فتوضأ ، وصلى ركعتين ، ودعا الله ، ثم تقدم للقتال . فأعجبني ما رأيت من ثباته ، وقوة جأشه ، فالتفت نحوي ، وقال : مالي أراك تديم النظر إلي ؟ قال : أعجبني ما أراه من قلبك ، وطلاقة وجهك عند اللقاء . قال إدريس : ذاك ببركة جدنا رسول الله ، ووراثة من أبينا علي بن أبي طالب . ومات إدريس الثاني سنة 213 وعمره نحو 36 سنة ، وترك 12 ذكرا ، وهم : محمد ، وعبد الله ، وعيسى ، وإدريس ، وأحمد ، وجعفر ، ويحيى ، والقاسم ، وعمر ، وعلي ، وداود ، وحمزة [1] . محمد بن إدريس : واعتلى كرسي الخلافة بعد إدريس الثاني ابنه محمد ، وقسم بلاد المغرب بين
[1] كتاب " الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى " ومن طريف ما حدث لي مع هذا الكتاب أني بقيت أياما أبحث في المكتبات وسراديبها عن مصادر لهذا الفصل ، وتمنيت لو أجد كتابا خاصا بدول المغرب ، وكدت أيأس ، مع أن عيني كانت تقع في كل يوم على هذا الكتاب الفريد في بابه . ولكني لم أعبأ به ، لأنه كتب عليه لفظ " الاستقصاء " بالخط الطويل العريض ، وأخبار دول المغرب بالحرف الصغير ، وأنا لا أقرأ كل ما على الغلاف ، وإنما أكتفي بالاسم الأول ، فظننته أجنبيا عن موضوعي ، إلى أن رأيت بعض الكتب ينقل عنه ، فأسرعت إلى شرائه ، وحين قرأته وجدت فيه ضالتي ، ولله الحمد ، وآمنت بأن الاسم الأول والأكبر للكتاب يجب أن يعبر عما فيه .
132
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 132