responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 129


وأعطاه مالا كثيرا ، ثم غدر به .
إدريس :
وأما إدريس بن عبد الله بن الحسن فإنه فر من وقعة فخ إلى مصر ، وكان على بريدها يومئذ رجل يتشيع لآل البيت ، اسمه واضح ، فعلم بإدريس ، فأتاه إلى الموضع الذي كان مستخفيا فيه ، وعرض عليه خدماته ، ولم ير شيئا أخلص له من أن يحمله على البريد إلى المغرب ، ففعل ، ولحق إدريس بالمغرب الأقصى [1] فنزل بمدينة تدعى " وليلة " ، وكان فيها عامل للعباسيين اسمه إسحاق بن محمد ابن عبد الحميد ، فأجار إدريس وأكرمه وخلع طاعة العباسيين ، وانتهى الخبر إلى الرشيد بما فعله واضح في شأن إدريس ، فقتله وصلبه .
واجتمعت عليه القبائل من كل وجه ومكان ، وكان أول من بايعه قبيلة أوربة ، وهي يومئذ من أعظم قبائل البربر بالمغرب الأقصى ، وأكثرها عددا ، ثم تلتها سائر القبائل ، فبايعوه ودخلوا في طاعته ، وعظموه وقدموه على أنفسهم ، فاستتب أمره ، وتمكن سلطانه .
الغزو :
ولما تم له الأمر اتخذ جيشا كثيفا من وجوه البربر الأشداء ، وخرج غازيا بلاد تامسنا ، وبلاد تادلا ، ففتح المعاقل والحصون ، وكان أكثر أهل هذه البلاد على دين اليهودية والنصرانية ، فأسلم جميعهم على يده .
ثم رجع إلى عاصمته " وليلة " واستراح برهة ، ثم استأنف الغزو على من بقي من قبائل البربر على غير دين الإسلام ، وكانوا متحصنين في المعاقل والجبال المنيعة ، فلم يزل يجاهدهم ، ويستنزلهم من معاقلهم ، حتى دخلوا في الإسلام .
وقفل راجعا إلى مقره ريثما استراح جيشه ، ثم كر غازيا على تلمسان ، فخرج إليه صاحبها مستأمنا ومبايعا ، فأمنه إدريس ، وقبل بيعته ، ودخل المدينة ، وبنى فيها مسجدا متقنا ، وأمر بعمل منبر نصبه فيه ، وكتب عليه : " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أمر به الإمام إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي



[1] المغرب الأقصى مراكش ، والمغرب الأوسط الجزائر ، أما تونس فتعد من إفريقيا .

129

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست