نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 128
دولة الأدارسة كان من ظلم العباسيين ، ومطاردتهم لأبناء علي أمير المؤمنين أن خرج بالمدينة الحسين بن علي بن الحسن السبط ابن علي أبي طالب ، وكان معه جماعة من أهل بيته ، منهم إدريس ، ويحيى ، وسليمان بنو عبد الله بن الحسن ، فاشتد أمر الحسين في بدء الأمر ، وطرد من المدينة عامل الهادي العباسي حفيد المنصور ، وبايع الناس الحسين على كتاب الله وسنة نبيه ، وأقام وأصحابه بالمدينة أياما يتجهزون ، ثم خرجوا إلى مكة للحج ، فقابله هناك جيش الحاكم العباسي يوم التروية الثامن من ذي الحجة ، فقتل الحسين وجماعة من أهل بيته وأصحابه ، وجمعت رؤوسهم فكانت مائة ونيفا ، وكان بيتها رأس سليمان ابن عبد الله بن الحسن المثنى ، وكان مقتلهم بموضع يقال له فخ على ثلاثة أميال من مكة سنة 169 ه ، وإلى ذلك يشير دعبل في تائيته الذائحة النائحة ، كما قال عبد الرحمن الشرقاوي : أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلاة قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلوات يحيى : أما يحيي فإنه فر من الوقعة المذكورة إلى بلاد الديلم [1] ، ودعا الناس إلى بيعته فبايعوه ، واشتد أمره ، وقويت شوكته ، فجهز له الرشيد جيشا ضخما بقيادة الفضل بن يحيى البرمكي ، فكاتبه الفضل ، وبذل له الأمان ، وكل ما يختار فآثر حقن الدماء ، وأجاب الفضل بعد أن أخذ اليمين المغلظة من الرشيد بخطه ، وأشهد العلماء والأكابر ، وحضر يحيى إلى بغداد ، فأكرمه الرشيد ،
[1] تقع بلاد الديلم على شواطئ بحر قزوين ، وتشمل كوكان ومازندران ، وطرفا من رشت .
128
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 128