نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 127
دول الشيعة أشرنا في مطاوي ما تقدم إلى أن الفتوح الإسلامية كان القصد الأول منها السيطرة ، وامتداد السلطان ، وإيجاد أرض للمسلمين يعيشون فيها أغنى من أرضهم ، وتربة أخصب من تربتهم ، وأن انتشار الإسلام يستند قبل كل شئ إلى تعاليمه ومبادئه الإنسانية ، وإذا كان للدولة من تأثير فهو التمهيد والتيسير ، حيث لا يعيش معتنقو الدين الجديد في قلق وخوف من أجل دينهم وعقيدتهم . اللهم إلا إذا اعتنقوا مذهب التشيع ، وأعلنوا الولاء لعلي وأهل بيته ، بخاصة في عهد الأمويين . حاول الأمويون القضاء على التشيع كلية ، وأراد العباسيون أن يحدوا من نموه وانتشاره بعد العجز واليأس عن استئصاله ، ولكنه نما وازدهر ، رغم هذه العوائق ، ثم مضى الزمن ، وقامت هنا وهناك دول للشيعة ، منها دولة الأدارسة في المغرب ودولة العلويين في الديلم ، والبويهيين في العراق وغيرها ، والحمدانيين في سورية ، والفاطميين في مصر ، والصفويين في إيران . وسنشير فيما يلي إلى كل واحدة من هذه الدول ، وما كان لها من تأثير في انتشار التشيع ، والموضوع ، كما ترى ، طويل عريض ، يقتضي بحثا مفصلا . ولكنا سنكتفي بالقدر الذي يجعل القارئ على علم بمكان هذه الدول في التاريخ .
127
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 127