نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 126
أما الولاية في الآية المتقدمة فيتعين حملها على الطاعة وتدبير الشؤون بدليل أنك إذا قلت : فلان ولي هذه المرأة يفهم من قولك هذا أنه يملك العقد عليها ، وإذا قلت : هؤلاء أولياء المقتول فمعناه أنهم الذين يحق لهم المطالبة بدمه ، وكذلك إذا قلت : هذا ولي الرعية ، وولي عهد المسلمين يفهم أنه يدير أمورهم ، ويدبر شؤونهم ، وحمل اللفظ على غير هذا المعنى الظاهر يحتاج إلى دليل ، وهو منفي في الآية الكريمة ، فيتعين تفسير الولاية بالمعنى الظاهر ، وهو الحكم والسلطان . أما حديث الغدير فإن النبي ( ص ) قبل أن يقول : من كنت مولاه إلخ . . . استخرج من أمته الإقرار بفرض الطاعة له ، وذلك حيث قال أولا : ألست أولى بكم من أنفسكم ، وهذا القول وإن كان مخرجه الاستفهام فإن المراد به التقرير ، تماما كقوله تعالى : " ألست بربكم " فلما أجابوه بالاعتراف رفع بيد أمير المؤمنين ، وقال عطفا على ما تقدم : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " . فوجب ، والحال هذه ، أن يريد المعنى المتقدم الذي قررهم به ، كما يقتضيه سوق الكلام ، واستعمال أهل اللغة وعرفهم في خطاباتهم وأساليبهم ، وإذا ثبت أنه أراد ما ذكرناه من كون أمير المؤمنين أولى بالإمامة من أنفسهم ، فقد وجبت له الإمامة من فرض طاعته عليهم ، ونفوذ أمره ونهيه فيهم .
126
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 126