نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 123
ونص بالقول فقط ، ثم النص الثاني قسمه إلى قسمين : نص جلي ، وآخر خفي ، قال : " ورد النص بالإمامة على أمير المؤمنين بعد النبي ، ودل على وجوب طاعته ، ولزومها لكل مكلف ، وينقسم النص عندنا في الأصل إلى قسمين : أحدهما يرجع إلى الفعل ، ويدخل فيه القول ، والآخر إلى القول دون الفعل . فأما النص بالقول والفعل فهو ما دلت عليه أفعاله ( ص ) وأقواله المبينة لأمير المؤمنين من بين الأمة الدالة على استحقاقه من التعظيم والاجلال ، والاختصاص بما لم يكن حاصلا لغيره ، كمؤاخاته ، وإنكاحه سيدة النساء ابنته ، وإنه لم يول عليه أحدا من الصحابة ، ولا ندبه لأمر ، أو بعثه في جيش إلا كان هو الوالي عليه ، والمقدم فيه ، وإنه لم ينقم عليه مع طول الصحبة ، وتراخي المدة شيئا ، ولا أنكر منه فعلا ، ولا استبطأه في صغير ولا كبير من الأمور ، مع كثرة ما توجه منه ( ص ) إلى جماعة من الأصحاب من العتب تصريحا ، أو تلويحا وقوله فيه علي مني وأنا من علي ، وعلي مع الحق ، والحق مع علي ، واللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، إلى غير ذلك من الأقوال والأفعال الظاهرة التي لا يخالف فيها ولي ولا عدو ، وذكر جميعها يطول ، وكل هذه الأفعال والأقوال تشهد باستحقاقه الإمامة ، ونبهت على أنه أولى بمقام الرسول ، لأنها كما دلت على التعظيم والاختصاص فقد دلت أيضا على قوة الأسباب إلى أشرف الولايات ، لأن من كان أعظم فضلا ، وأعلى في الدين مكانا فهو أولى بالتقديم ، وأقرب وسيلة إلى التعظيم ، ولأن العادة فيمن يرشح لشريف الولايات ، ويؤهل لعظيمها أن يصنع به ، وينبه عليه ببعض ما ذكرناه . أما النص بالقول دون الفعل فينقسم إلى قسمين : جلي ، كقوله ( ص ) سلموا على علي بإمرة المؤمنين ، وهذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا [1] . وأما النص الخفي فكقوله ( ص ) أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، ومن كنت مولاه فعلي مولاه . والفرق بين النص الجلي والنص
[1] انظر تاريخ الطبري وتفسيره ، والبغوي والثعلبي في تفسيره ، والنسائي في خصائصه ، وصاحب السيرة الحلبية ( أعيان الشيعة ج 3 قسم أول ص 110 ) .
123
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 123