نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 122
التشيع والالحاد : قال القاضي : إن كثيرين ممن أظهروا التشيع وناصروه كانوا ملحدين ، ومن أعدى أعداء الإسلام ، غير أنهم تستروا وتسلقوا بالاسلام لغاية الكيد والطعن ، إذ لو أظهروا الالحاد لم يقبل منهم . نطق القاضي عبد الجبار بهذه الفرية في القرن الرابع الهجري ، وهو أعدى أعداء الشيعة والتشيع ، قالها بقصد الكيد والتنكيل . وبعد ألف سنة أو أكثر اعتمدها أحمد أمين ، وقال في فجره وضحاه : كل من أراد الكيد للإسلام كان يتستر باسم التشيع . استقى أحمد أمين وغيره آراءهم في الشيعة من أعداء الشيعة ، دون أن يرجعوا إلى مصادر الشيعة ، ودون أن يمحصوا ويحققوا أقوال خصومهم فوقعوا في الأخطاء الفاحشة عن قصد أو غير قصد . وإذا كانت هذي حال مؤلفات أحمد أمين ومن إليه تستقي رأيها في عقيدة الشيعة من خصوم الشيعة ، وتقبل الادعاء بلا بينة فهل يجوز أن يعتمدها من يطلب الحقيقة ، ويتوخى الصواب ؟ والذي ظهر لي بالتتبع ، واعتقدته بالدليل أن الذي حمل عبد الجبار وغيره على هذه الفرية أنهم حين عجزوا عن رد ، وإبطال ما قاله الشيعة في الإمامة لجأوا إلى هذا الكذب والاختلاق ، شأنهم في ذلك شأن كل مبطل ضعيف يتذرع بالحيل ، وسبل التضليل . ومما رد به الشريف على القاضي بأنه لا يجوز بحال أن نضيف الإلحاد إلى من لم يتظاهر به ، ولو جازت نسبة الالحاد إلى أحد من رجال الشيعة لجازت نسبته إلى القاضي عبد الجبار ، وإلى أبي الهذيل والجاحظ الذي اختلطت أقواله ، وتضاربت مؤلفاته تضاربا يدل على شك عظيم ، وإلحاد شديد ، وقلة تفكير واكتراث بالدين . وأضيف إلى قول الشريف بأن كتب الجاحظ لو كانت لعالم من الشيعة لاتخذ الخصوم منها دليلا وذريعة إلى ضلال التشيع ، وكفر الشيعة إطلاقا ، وجعلوها أعظم وأشهر من قميص عثمان . النص على أمير المؤمنين : قسم الشريف النص على أمير المؤمنين علي إلى قسمين : نص بالفعل والقول ،
122
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 122