responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 112


وجوهره ، لأنه هو هو في جميع المراحل والأدوار لا تبديل فيه ولا تعديل ، وإنما هو - أي التقسيم - باعتبار خصائص العصر الذي مر به التشيع ، وعناية الدعاة والرواد بهذه الخصائص ، تماما كما هو الشأن بالقياس إلى موقف علماء الفرق الإسلامية من التيارات الأجنبية ، والعلوم الدخيلة حينذاك .
لقد سبق الشيخ المفيد علماء أعلام كان لهم أحسن الأثر في خدمة المذهب ، كالكليني صاحب الكافي ، والصدوق صاحب من لا يحضره الفقيه ، ولكن هذين العظيمين ومن إليهما كانوا امتدادا لرواة الحديث عن الأئمة الأطهار ، ووعاة لأخبارهم وآثارهم يحفظونها من الضياع ، أما الشيخ المفيد فكان المدافع الأكبر عن هذه الخبار والآثار .
لقد تكاثرت في عصر المفيد المدارس وحلقات الدرس ، وبلغ علم الكلام والجدل الغاية ، ونبغ عدد كبير من العلماء والمتكلمين ، وكان من أبرز خصائصهم المناقشات والمناظرات حول قضايا الدين والمذهب ، وكانت المنافسة حامية وعلى أشدها بين مذهب الأشاعرة ، ومذهب الاعتزال ، وقد وضع علماء كل طائفة كتبا في الطعن والرد على مذهب الأخرى ، ولكنهم تظاهروا جميعا على الشيعة والتشيع ، غير أن الشيخ المفيد كان لهم بالمرصاد .
فكان يجيب عن شبهاتهم وطعونهم بنظر دقيق ، وبصر ثاقب ، واستخراج عجيب ، ثم يورد عليهم ما لم يستطيعوا معه إلا الاذعان والتسليم . كان يشرح عقيدة التشيع ، ويدعمها بالدليل القاطع ، وينثر الفلسفة في شرحه وتأييده وتفنيده .
وكان له فضل السبق إلى الاعتماد على منطق العقل والتفكير الحر ، فقبل الشيخ المفيد كان المؤمنون لا يتجاوزون حرفية النصوص إلى العقل ، وبعده أصبح العقل حليفا للنصوص الدينية ، وأساسا للعقيدة ، وإذا قال أغسطين : " آمن كي تتعقل " فقد قال الشيخ المفيد : " تعقل كي تؤمن " .
قال الشيخ عبد الله نعمة ، وهو يترجم له في كتاب " فلاسفة الشيعة " :
" كانت الشيعة القوة الثالثة بين مذهب المعتزلة ومذهب الأشاعرة . وقد تزعم هذه القوة في هذا العهد أبو عبد الله المفيد ، وكان عليه ، وهو دماغ الشيعة المكفر أن يشترك في هذا الصراع العنيف ، ويجالد على عدة جبهات ، ويناظر

112

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست