نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 111
وعلماؤهم ورواتهم المعروفون ، وآراؤهم الخاصة بالتوحيد والعدل وعصمة الأنبياء وشفاعتهم ، وبالجبر والاختيار ، وما إلى ذلك . وتميز مذهب التشيع عن بقية المذاهب تميزا تاما كما تميز مذهب المعتزلة عن مذهب الأشاعرة . أما أقوال بقية الأئمة الأطهار منذ الإمام الكاظم إلى نهاية الغيبة الصغرى فهي إما تأكيد لأقوال الصادق ، وإما متممة لبعض أصول المذهب أو فروعه ، أما رجالات الشيعة في عهد الإمام الصادق وبعده فكان همهم واهتمامهم حفظ تعاليمه ، وتدوينها والدفاع عنها . الدور الثالث : ظهر مما قدمنا أن دعاة التشيع ورواده في الدور الأول اهتموا قبل كل شئ بالدعوة إلى الولاء لأهل البيت ، والإيمان بأنهم أحق الناس جميعا في خلافة النبي وميراثه في الحكم والسلطان ، وأن الدعاة اعتمدوا على نصوص الكتاب والسنة ، ولم يتجاوزوا حرفيتها وهكذا كان الإسلام في الصدر الأول يستمد من الكتاب والسنة ، وأخلاق الرسول الأعظم ، والتشيع منذ يومه الأول إلى آخر يوم يسير مع الإسلام جنبا إلى جنب . أما الدور الثاني ، وهو دور الحضارة والحركة الفكرية فقد ظهر فيه مذهب التشيع ، وتميز عن غيره أصولا وفروعا ، وأصبح للشيعة فقههم المستقل وآراؤهم الواضحة في كل ما يتصل بالعقيدة من قريب أو بعيد [1] . أما الدور الثالث فهو دور الدفاع ورد العاديات ، ويبتدئ بالشيخ المفيد وتلميذه الشريف المرتضى ، وينتهي بالعلامة الحلي ، وليس من شك أن الأئمة الأطهار ، وأصحابهم كهشام بن الحكم وغيره قد ذبوا ودافعوا ولكن قصدهم الأول كان إلى تحديد المذهب ، وإظهاره على حقيقته ، وتمييزه عن غيره ، ودعمه بالأحجج والبراهين . ويجب أن نكون على علم اليقين بأن هذا التقسيم لا يمس التشيع في حقيقته
[1] قال الشيخ مصطفى عبد الرزاق أحد شيوخ الأزهر في كتاب " تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية " ص 202 طبعة 1959 : " إن النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة من سائر المسلمين " .
111
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 111