نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 110
على بث علومه ومعارفه العامل الحضاري من جهة ، وفترة انتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين من جهة ثانية ، ووجود رواة ثقات كثيرين يؤمنون بالصادق ، ويحسنون الأخذ عنه من جهة ثالثة ، حتى ذهب بعض علماء الإمامية إلى القول بتوثيق الأربعة آلاف راو بدون استثناء . وقد يكون هناك عوامل أخرى خفيت علينا إلى جانب هذه العوامل التي استبانت لنا . وعلى أية حال ، فإن هذه السباب مجتمعة لم تتوافر لأحد من الأئمة غير الإمام الصادق ، فقد كان للإمام علي حواريون وأصحاب خلص ، كميثم التمار ، وكميل بن زياد ، وحجر بن عدي ، ومحمد بن أبي بكر وغيرهم ، ولكنه مني في خلافته بالحروب والفتن الداخلية ، ولما انتقل إلى جوار ربه عمل معاوية على طمس آثاره ، وقتل رجاله ، والقضاء على كل ما يمت إليه بسبب ، أما عهد الحسنين والإمام السجاد فهو عهد معاوية وولده يزيد ، وزياد وابنه عبيد الله ، وعبد الملك وشيطانه الحجاج ، عهد مذابح الشيعة ومجازرهم ، واستشهاد أئمتهم ، عهد سم الحسن ، ومذبحة مرج عذراء ، ومأساة كربلاء ، ووقعة الحرة ، وما إليها . أما الإمام الباقر فهو المؤسس الأول لمدرسة ولده الصادق ، فقد كان له أصحاب وتلاميذ من كبار التابعين وأعيان الفقهاء والمحدثين يتحلقون حوله للدرس في مسجد جده الرسول ، ولكن الله سبحانه قد اختاره إليه قبل أن تبلغ هذه المدرسة الغاية في النمو والازدهار ، فقبض في خلافة هشام بن عبد الملك ، وهو ابن 57 سنة ، فخلفه ولده الإمام الصادق ، وتوالت على مدرسته حظوظ وتوفيقات شتى ، حيث ربا عدد تلاميذها على ما كانوا أيام أبيه ، وأصبح الذين يفدون إليها ، ويهتدون بهديها يعدون بالألوف . وبعد الإمام الصادق عادت الظروف إلى قسوتها ، والحوادث إلى شدتها على الأئمة وشيعتهم ، ولكن المذهب كان قد انتشر في كل قطر ، وعرفت معالمه ، وتركزت أسسه ، وحفظ ودون ، وعمل الناس به منذ أيام الصادق ، حتى اليوم ، وإلى آخر يوم . وبالتالي ، فإن مذهب أهل البيت تبلور واتخذ صورته واضحة جلية ، وثبتت أركانه ودعائمه في عهد الإمام الصادق ، وأصبح للشيعة فقههم المستقل ،
110
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 110