نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 104
كل من اشترك في موقعة كربلاء ، بخاصة الأشراف ، والرؤوس الكبار ، وقد هرب جماعة من هؤلاء إلى البصرة خوفا من نقمة الجماهير ، منهم شبث ابن ربعي ، ومحمد بن الأشعث ، أما عمر بن سعد فبقي بالكوفة بأمان من المختار . وفي سنة 66 ه أرسل عبد الملك بن مروان جيشا للاستيلاء على العراق بقيادة عبيد الله بن زياد ، فأرسل له المختار جيشا بقيادة إبراهيم بن الأشتر ، فالتقيا بالموصل ، فدارت الدائرة على جيش الأمويين ، وقتل ابن زياد ، والحصين بن نمير ، وجماعة من أشراف أهل الشام ، فقويت شوكة المختار في الكوفة ، واشتد أمره ، وفي مستهل سنة 67 أنفذ عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا واليا على البصرة ، فحرضه أشراف الكوفة الذين هربوا من المختار على حربه وانتزاع الكوفة منه ، فأجابهم ، وكان أصحاب المختار قد انقسموا على أنفسهم ، وأصبحوا فئتين متباغضتين عربا وموالي ، فأوقع بهم مصعب شر إيقاع ، وقتل المختار ، " وكان من جملة من أدركه الاحصاء ممن قتله مصعب مع المختار سبعة آلاف رجل ، كل هؤلاء طالبون بدم الحسين ، وقتلة أعدائه . وتتبع مصعب الشيعة بالقتل بالكوفة وغيرها " . ( المسعودي ج 3 ص 107 ) . وبعد مقتل المختار كثرت عليه الأقاويل ، وحيكت حوله الأساطير ، ونسب إليه ادعاء النبوة ونزول الوحي ، وأنه كان يطلق الحمامات البيض حين تقوم المعركة بينه وبين خصومه يوهم أنصاره أنها ملائكة أرسلها الله لنصرته ، وأنه ابتدع القول بالبداء ، إلى غير ذلك . ونحن نستبعد هذه النسب ، ونظنها من وضع الأمويين والزبيريين الذين جرت بينهم وبين المختار حروب طاحنة ، قال المستشرق فلهوزن في كتاب " الخوارج والشيعة " ص 234 سنة 1958 : " لما مني المختار بالهزيمة أدبرت عنه الدنيا ، وراحت الروايات تطلق سهامها على ذكراه بعد مقتله ، في البدء كانت تذمه دون تشوه صورته ، ولكنها راحت بعد ذلك في مرحلة متأخرة تنعته بنعوت أملاها الحقد ، وهذه النعوت نفسها هي تسود الصورة التي كونتها عنه الأجيال التالية " . وقال الأهواني في كتاب " في عالم الفلسفة " ص 78 : " إن كثيرا مما نسب إلى المختار موضوع للتشنيع عليه " .
104
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 104