نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 103
ثلاثة عشر عاما ، فانضم إلى عمه سعد بن مسعود ، وكان عمه هذا من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب ، وحضر معه وقعة الجمل وصفين ، وولاه الإمام على المدائن . ولا يحدثنا التاريخ بشئ عن حياة المختار في خلافة الإمام ، ولا في عهد معاوية بن أبي سفيان ، سوى ما قيل : إن معاوية حين ولى المغيرة بن شعبة على الكوفة تركها المختار ، حتى أتى المدينة المنورة . وحين هلك معاوية ، وقام ولده يزيد كان المختار في الكوفة ، ولما دخلها مسلم بن عقيل سفيرا للحسين نزل في بيت المختار ، واختلفت الشيعة إليه في هذا البيت ، فقبض ابن زياد على المختار ، وضرب وجهه بالسوط ، حتى أدماه ، وأصاب عينه فقشرها ، ثم ألقي به في السجن ، وبقي فيه ، حتى انتهت كارثة كربلاء ، فاستشفع به صهره زوج أخته عبد الله بن عمر عند يزيد ، فأطلق سراحه ، وترك الكوفة متوجها إلى الحجاز . وبعد أن هلك يزيد ، ودعا ابن الزبير إلى نفسه بايعه المختار ، مع علمه بأنه عثماني العقيدة . وعاد المختار بعد هذه البيعة إلى الكوفة . " وجعل يظهر البكاء على الطالبيين وشيعتهم ، والحنين والجزع ، ويحث على أخذ الثأر لهم ، والمطالبة بدمائهم ، فمالت إليه الشيعة ، وسار إلى قصر الإمارة ، وأخرج الوالي ابن مطيع ، وغلب على الكوفة ، وابتنى لنفسه دارا ، واتخذ بستانا أنفق عليه أموالا عظيمة ، أخرجها من بيت المال . وكتب إلى ابن الزبير أن يحسب له بما أنفقه من بيت المال ، فأبى ابن الزبير ، فخلع المختار طاعته ، وجحد بيعته . وكتب كتابا إلى علي بن الحسين يريده على أن يبايع له ، ويقول بإمامته ، ويظهر دعوته ، وأنفذ إليه مالا كثيرا ، فأبى علي أن يقبل ذلك ، أو يجيبه على كتابه ، وسبه على رؤوس الملأ في مسجد رسول الله ، وأظهر كذبه وفجوره ، ودخوله على الناس بإظهار الميل إلى أبي طالب ، ولما يئس المختار منه كتب إلى محمد بن الحنفية يريده على مثل ذلك ، فأشار عليه علي بن الحسين أن لا يجيبه إلى شئ . ( المسعودي ج 3 ص 83 سنة 1948 ) . وبعد أن استقل المختار بالكوفة أخذ يطارد قتلة الحسين ، ويقتلهم الواحد تلو الآخر تلبية لرغبات الشيعة الذين صمموا على الأخذ بالثأر ، والانتقام من
103
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 103