نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 101
وقال يوم بويع عثمان : " واعجبا من قريش ، واستئثارهم هذا الأمر من أهل البيت معدن الفضيلة ، ونجوم الأرض ، ونور البلاد ، وأن منهم رجلا - أي عليا - ما رأيت بعد رسول الله أولى بالحق ولا أقضى بالعدل والأمر بالمعروف منه " . مات في خلافة عثمان من عفان ، وحضر جنازته ، وأثنى عليه ، فأنشد الزبير : لا ألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادا فقال عثمان : يا زبير تقول هذا ؟ ! أتراني أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب رسول الله ، وهو علي ساخط ؟ ! ومن رؤوس الدعاة في هذا الدور حجر بن عدي ، وميثم التمار ، وكميل ابن زياد ، وعمر بن الحمق ، ورشيد الهجري ، وجويرية بن مسعد العبدي ، وجميعهم قتلوا على التشيع ، ومنهم أيضا سليمان بن صرد الخزاعي الذي استشهد في ثورته على قتلة الإمام سيد الشهداء ، ومنهم مالك الأشتر ، ومحمد بن أبي بكر ، وقيس بن سعد ، والمسيب بن نجية ، وغيرهم كثير ، وقد ازدادوا وكثروا بعد وقعة الطف . وبديهة أن قوة الدعوة وضعفها يدوران على الظروف والمناسبات ، ومن هنا كانت الدعوة بطيئة جدا في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر ، وسريعة في عهد الخليفة الثالث ، لأن سيرة عثمان أعانت على نجاح الدعوة إلى التشيع ، ومكنت لها في النفوس ، ومضى التشيع قدما في خلافة الإمام علي ، وفي حكم معاوية ، ولم تعقه المذابح والفظائع عن التقدم ، بل على العكس زادته قوة وانتشارا بخاصة حادثة كربلاء ، قال الدكتور طه حسين في كتاب " علي وبنوه " : " عظم أمر الشيعة في الأعوام الأخيرة من حكم معاوية ، وانتشرت دعوتهم أي انتشار في شرق البلاد الإسلامية ، وفي جنوب بلاد العرب ، ومات معاوية حين مات ، وكثير من الناس ، وعامة أهل العراق بنوع خاص يرون بغض بني أمية ، وحب أهل البيت لأنفسهم دينا " . وقال المستشرق فلهوزن يصف جيش التوابين الذي تجمع للأخذ بثارات الحسين ، قال : " وكانوا مدفوعين بدافع الضمير الديني لا العواطف " [1] .
[1] كتاب " الخوارج والشيعة " ص 189 طبعة سنة 1958 .
101
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 101