نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 86
كما صَرّح به أبن خلدون المغربي ، في مقدّمته الشهيرة ، ونحن مع ذلك لا نرتاب في انّ مذاهبهم إنّما هي مَذاهب اتباعهم ، التي عَليها مَدار عملهم في كلْ جيل ، وقد دَوّنوها في كتبهم ، لأنّ اتباعهم أعرَفُ بمذاهبهم ، كما أنّ الشيعة أَعرَفُ بمذهب أئمتّهم ، الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه ، ولا تتحقق منهم نية القربة إلى الله بسواه . 2 - وأَنّ الباحثين بالبداهة تقدّم الشيعة في تدوين العلوم على مَن سواهم اِذا لم يتصدّ لذلك في العَصر الأوّل غير عليّ وأولوا العلم من شيعته ، ولعلّ السْر في ذلك اختلاف الصَحابة في كتابة العلم وعدمها فكرهها عمر بن الخطاب [1] وجماعة آخرون خشية انَ يختلط الحديث في الكتاب ، وأَباحه علي وخَلفَه الحسن السبط المجتبى ( عليهم السلام ) وجماعة من الصحابة ، وبقي الأمر على هذا الحال حتى أجمع أهل القرن الثاني في آخر عصر التابعيين على اباحته ، وحينئذ ألّف ابن جريح كتابه في الآثار عن مجاهد وعطاء بمكّة ، وعن الغزالي أنّه أوّل كتاب صُنفَ في الإسلام والصواب أنّه أوّل كتاب صنّفه غير الشيعة من المسلمين وبعده كتاب معتمر بن راشد الصنعاني باليمن ثمّ مَوطّأ مالك ، وعن مقدّمة فتّح الباري أن الربيع بن صبيح أوّل من جمع ، وكان في آخر عصر التابعين ، وعلى كل فالاجماع منعقدْ على أَنّه ليس لهم في الصَدر الأوّل تأليف . أَمّا علي ( عليه السلام ) وشيعته فقد تَصدوا لذلك في العَصر الاُول ، وأول شيء دَوّنَهُ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتاب الله عَزّ وجَلّ ، فإنه ( عليه السلام ) بعد فراغه من تجهيز النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آلى عَلى نَفسِه أن لا يرتَدي إلاّ للصلاة ، أو بجمع القرآن ، فجمَعه مرتباً على حسب