نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 371
ولا لآحادهم أَن يَختاروا نبيّاً لأنفُسِهِمْ فكذلك ليسَ لهُم ولا من حقِّهم اطلاقاً أن يختاروا لأَنفسهم إماماً كما جاء النَصُّ عليه في القرآن بقوله تعالى : * ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) * [1] . فاِنّ اثبات الاختيار له تعالى ونفيه عنهم لهم يفيد العموم باتّفاق العلماء ، فيكون مفاد الآية : انّه ليسَ للناس الخيرة في كلّ شيء فما يرجع حكمه وأمره إلى الله بدليل قوله تعالى : * ( أَلأَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) * والخلافة من أهم الأمور ، فيرجع أمرها إليه لا إلى سواه . * وقوله تعالى : * ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلأَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلأَلاً مُّبِيناً ) * [2] ، وهذه آية أخرى على أَنَّ أمر الإمام اِنْ كان قضَى الله ورسوله بتركه فلا يجوز للناس الخيرة بإثباته وان كان ممّا قضَيا به كان كغيره من الوظائف الدينية والأحكام الشرعيّة التي قضَيا بها ولم يتركها ، فعَلى الناس كافة الخضوع لها ولَيسَ لهُم الخيرة في نفيها أو اثباتها ، كما ليسَ لهم الخيرة في غيرها من أحكام الله لا سلباً ولا إيجاباً اطلاقاً . * وقوله تعالى : * ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لأَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) * [3] ، وهذه آية ثالثة تخاطب أَصحاب النبيّ خاصّة وغيرهم عامّة بالإجماع بأنّ اختيار النّاس للإمام تقديم بين يدي الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد نهى عن ارتكابه وحَرّم الإقدام عليه والركون إليه .