نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 358
من يبغضون ، فيلصقوُن بهم ما يُوحيه إليهم حقدهم ويوحيه بغضهم ، وإلاّ لو كان ذلك عبادةً للحجر - كما يدّعون - لكان المستقبل بوجهه الكعبة أولى بالعبادة لها من الساجد على تلك التربة ، لأنّ عابد الحجر لا يسجد على معبوده وإنّما يستقبله بوجهه وبطلانه واضح ، فهم يسجدون لله تعالى على هذه التربة كما يسجد غيرهم لله على غيرها ، وشئ آخر أَنّه لو كان كلّ مَن سجد على شيء في صلاته يكون عابداً له لزم أَن يكون النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( والعياذ بالله ) في سجوده على الطين عابداً للطين وهو كفرٌ صَريحٌ نعوذ بالله منه . * فهذا البخاري يقول : عن أبي سعيد الخدري : . . . قال : فجاءت قزعةٌ فأمطرنا فصَلى بنا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى رأيت أثر الماء والطين على جبهة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرنبته [1] . فهل يا ترى من المعقول أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه كانوا كلّهم يومئذ عراة ليسَ عندهم شيء من الفرش والثياب حتّى اضطرّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه إلى السجود على الطين ؟ وهل يصحّ أَن يُقال اِنّهم كانوا في سجودهم على الطين عابدين له ؟ أَلَستَ ترى أَنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يَرَ جواز السجود على الثياب والفرش اطلاقاً فاختارَ الطين فضلاً عن الأرضِ واليابسة . * وليست التربة التي تسجدُ عليها الشيعة إلاّ قطعة من تربة الأرض الطاهرة لا من غيرها لذا يرون السجود عليها أفضل ، لأنّ فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان على ذلك وفعله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حُجّةً علينا لا فعل غيره ممّن جاء بعد ثلاثة قرون لاكمال
[1] صحيح البخاري 2 : 206 باب السجود على الانف والسجود على الطين .
358
نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 358