نام کتاب : الشهب الثواقب لرجم شياطين النواصب نویسنده : الشيخ محمد آل عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 10
وقد ينتمي الفرد باعتبار خصوصية فيه مرغوب فيها كما لو كانت فيه صفات قيادة الأمة أو المجتمع كالنبي أو الإمام أو المرجع في التقليد . بل قد يحصل من الفرد انتماء لمجتمع وهذا نتيجة النزعة الموجودة في الإنسان والتي هي طبيعة ثانية له وهي مفاد قولهم : " الإنسان مدني بطبعه " . وأما دوافع هذا الانتماء فكثيرة جدا فمنها ما هو ديني محض ، ومنها ما هو اجتماعي ومنها السياسي ومنها النفسي ومنها الاقتصادي ومن أمثلة تلك الدوافع : تحقيق خلافة الإنسان في الأرض سواء الخاصة منها أو العامة [1] ، أو تحقيق العدل الاجتماعي ورفع الآثار السلبية للطبقية الاجتماعية ، أو تحقيق التقدير الاجتماعي كمطلوب نفسي لكل فرد في المجتمع . ولا يخفى أن العصبية سلاح ذو حدين فهي قد تكون دافعا وقد تكون معوقا عن تحقق الانتماء . كما أن من معوقاته الجهل فالانسان بطبعه عدو ما جهل ، فإن الجاهل يركز اهتمامه على رفض احتواء تلك الدوافع فيعمل بلا هدف واضح ، فيعيش حالة فقدان الوعي العبادي ، وبالتالي فقد الوعي الاجتماعي . ونظرا لكون الحق واحدا غير متعدد في الواقع المراد لله عز وجل فيحتاج لمعرفة الحق من صور الانتماء تلك . فبعض يرى بأنه القبول الاجتماعي ، فكلما يقبله المجتمع يكون حقا وهذا غير تام في حد ذاته كما لا يخفى . وبعض آخر يرى أنه القبول النفسي أو الحب والبغض فكلما كان مقبولا عندي محبوبا إلى نفسي فهو حق وغيره باطل وكذا العكس ، وهذا المعنى فاسد قطعا بشهادة القرآن والسنة والوجدان .
[1] يراجع فيها كتب التفسير خصوصا الآية 30 : البقرة ، والآية : 39 / فاطر .
10
نام کتاب : الشهب الثواقب لرجم شياطين النواصب نویسنده : الشيخ محمد آل عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 10