ذلك كان الخضوع لآدم من الملائكة خضوعاً لله وإيماناً وتسليماً لأنه خليفته ووليه والإباء والاستكبار على آدم كان إباءاً واستكباراً على الله تعالى وكفراً . فالإقرار بولاية ولي الله المنصوب على الخلق إقرار لولاية الله والتسليم لولايته تسليم لولاية الله بسبب أنه مهبط إرادات الله ومشيئته فإرادته إرادة لله ورضاه رضاً لله تعالى . التقريب الثالث : لهذا الوجه ( الذكرية ) ما ورد في موثقة أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ( قال : ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله عز وجل ولم يذكرونا إلاّ كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ثم قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان ) [1] . وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) وفي كتاب التوحيد عن تميم بن عبد الله بن تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : سأل المأمون الرضا ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل ( الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعاً ) فقال إن غطاء العين لا يمنع من الذكر والذكر لا يرى بالعيون ولكن الله شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالعميان لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه وكانوا لا يستطيعون سمعاً فقال المأمون : فرجت عني فرج الله عنك ) [2] . ومعتبرة أخرى لأبي بصير رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن
[1] أبواب الذكر باب 3 ج 3 . [2] عيون أخبار الرضا 1 / 136 / توحيد الصدوق ص 353 ح 25 ، والاحتجاج 2 / 412 . بحار الأنوار ج 5 ص 41