responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهادة الثالثة نویسنده : شيخ علي الشكري البغدادي    جلد : 1  صفحه : 387


الإيمان والإيمان عمدة القرب والزلفى إلى الله بل إن الإيمان هو حقيقة عبادة العقل والقلب والروح كما أشار إليه تعالى في قوله * ( وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ) * أي ليعرفون فاستعمل لفظ العبادة في معرفة العقل والقلب والروح وذلك لأن حقيقة العبادة هي الخضوع والإذعان والانقياد والتسليم والاخبات ، وهذه الأفعال إنما يقوم بها العقل بتوسط التصديق وإذعانه بالحق واخباته له وتسليمه له وانقياده .
فعبادة العقل لا يقوم بها بهيئة بدنية بل بالقيام بهذه الأفعال التي هي حقيقة ماهية العبادة فإيمان العقل والقلب عبادة لله تعالى بل هي أعظم درجات وأعظم من عبادة البدن ، وعلى ضوء ذلك فإذا كان الإقرار بالولاية هو الموجد والمحقق للإيمان يكون هو المحقق للعبادة أيضاً فموجب الإيمان ذاتية التعبد والعبودية .
هذا كتقريب أول لهذا الوجه وتم تصويره عبر ذات عبادية نفس الشهادة الثالثة من دون توسيط عنوان الذكرية .
التقريب الثاني : لهذا الوجه ( وجه الذكرية ) فهو إن الإقرار بالعقائد الحقة ذكر لساني وقلبي لاشتمالها على إضافة ذاتية للساحة الربوبية ، نظير ما ذكروه وقرّروه للعبادة خوفاً من النار أو طمعاً في الجنة لحصول القربى بأن الخوف من النار يؤول إلى الخوف من الله لأنها فعل الله ، كما أن الطمع في الجنة زلفى إليه لأنها دار رضوانه ولأجل ذلك كان ذكر النار من ذكر الله كما أن الجنة من ذكره أيضاً تبارك وتعالى ، ويشهد لذلك ورود التشهد بالنار والجنة بأنها حق في تشهد الصلاة كما سيأتي . وعلى ضوء ذلك فالإقرار بالولاية أمر ذكري لأن ولاية ولي الله الأعظم هي ولاية الله ورسوله وقد قرن ولايته بولاية الله ورسوله في جملة من الآيات ، ومن أجل

387

نام کتاب : الشهادة الثالثة نویسنده : شيخ علي الشكري البغدادي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست